بعد الانتهاء من الاستشارات النيابية الملزمة وغير الملزمة غداة انتخاب الرئيس ميشال عون وتكليفه النائب ​سعد الحريري​ لتشكيل الحكومة، انطلقت الاتصالات السياسية لاكتمال عقد التأليف، إلاّ ان كثرة المطالب للافرقاء السياسيين في الحكومة، لم تمنع اللبنانيين تخطّي هذه الاستشارات والتعبير عن رأيهم عبر مواقع التواصل.

ومع تقدم المشاورات بدأت تطرح اسماء لتولي حقائب وزارية عند جميع الافرقاء السياسيين، ومن بين أبرز الاسماء التي طرحت بقوة اسم العميد المتقاعد ​شامل روكز​ لتولي منصب ​وزارة الدفاع​، كونه ابن المؤسسة العسكرية، بالاضافة الى عدد من الاسماء التي يمكن ان تصيب ويمكن ان تخيب في الحكومة العتيدة. كثرة المطالب المضخّمة أحيانا لم تقف عند حدود السياسيين والاحزاب هذه المرة، فالشعب يريد شامل ركز، وقد اطلق وسم "بدنا روكز وزير دفاع" في ظاهرة ملفتة، وقد لاقى الوسم اقبالا كثيفا واصبح "ترندا" في لبنان.

شخصية العميد المحبّبة لدى المواطنين، لا سيما انه خاض العديد من المعارك دفعتهم للمطالبة ليكون سيّد اليرزة. علي اللقيس اشار الى انه "إذا الشعب له حصة بالحقائب، نتمنى إسناد وزارة الدفاع لشامل روكز". وفاء فواز قالت "كرمال شهداء الجيش، كرمال أسرى الجيش، كرمال الجيش وحبنا للجيش بدنا روكز وزيرا للدفاع". عماد بهجة اعتبر ان "ابن المؤسسة العسكرية أفضل من غيره". زينب الزين رأت ان "الدفاع بحاجة للرجال ومن أفضل من روكز"؟.

وبحسب مقولة "الرجل المناسب بالمكان المناسب"، لفت ايلي رزق الى ان الحكومة في لبنان هي فقط لإرضاء الأحزاب؛ وليس من أجل بناء وطن قوي بقطاعاته ومؤسساته، ولذلك نريد روكز وزيرا للدفاع لأنه الرجل المناسب بالمكان المناسب". سارة الياسمين سألت "لماذا لا يضعوا الوزير المناسب بالمكان المناسب؟" ورأت ان "الخبرة أساسية لإستلام أي وزارة، وإلا عندها نكون بدأنا الحكومة بالغلط والمحاصصة". عباس زهري شدد على اننا "نريد وزير دفاع عسكري، عاش مع العسكر ويفهم امورهم، ومين غير روكز يستاهل هذا المنصب؟" زينة كرم دعت "لاعطاء شامل ما يستحقه وخذوا ما يدهش العالم ويسحق الإرهاب". مهى كوستا أشارت الى انها تريد روكز وزيرا للدفاع "لانه قائد يؤمن بالنصر". أزهار عزو قالت "لانه شامل المواصفات، نريد روكز وزيرا للدفاع". أحمد ياسين طالب "بروكز وزيرا للدفاع لأنه ابن المؤسسة العسكرية وادرى الناس بإحتياجاتها".

بالمقابل رغم الاجماع الكبير على كفاءة ومهارة شامل روكز، كان هناك بعض الاصوات المعترضة، لا على شخص روكز بل بسبب نسبه وانه صهر الرئيس ميشال عون، لا سيما وان صهر عون الآخر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​، وفي السياق طالب حساب يحمل اسم "ابو غدير" بشامل روكز وزيرا للدفاع ليس كصهرا للعماد عون، بل كرجل يملأ منصبه". شريف حجازي طالب بأن "يكون شامل وزيرا للدفاع حتى كل عيلة ميشال عون يصيروا وزراء". ريبال قصير سأل "لم يبقَ في هذا البلد مميزون وخمس نجوم إلاّ باسيل وروكز وعون. البلد فيها الشرفاء والرجال من الشمال الى الجنوب"، ودعا في السياق الى "ترك البلد لعون واصهرته"، معتبرا انه "افضل حلّ". آية سألت "هل يا ايها الرئيس عون محاربة الفساد تبدأ بتوظيف العائلة والسليلة"؟.

وبعيدا عن النقاشات والجدل السياسي، تبقى المطالب الشعبية أساسية بإسناد الرجل المناسب ذو الخبرة وزارة تكون ضمن مجاله واختصاصه، ولا بد من الاشارة الى ان المطالبة الشعبية بشخص لاسناده حقيبة معينة هي ظاهرة جديدة، خصوصًا وان العميد شامل روكز لديه حيثيّة وطنية كونه ابن المؤسسة العسكرية وخاض العديد من المعارك ضد المجموعات الارهابية.

فهل تتحقق مطالب الشعب، أم ان الرغبات السياسيّة اقوى من المطالب الشعبية؟