يعدّ مشروب النبيذ واحداً من أشهر المشروبات في كافة بلدان العالم التي اشتهرت بصناعته ومنها لبنان، ويعتبر من أرقى المشروبات الروحية التي تقدّم على المائدة وفي المناسبات.

العناية بكروم العنب

بحثاً عن أسرار صناعة النبيذ التي تستهوي كثيرين قصدت "النشرة" منطقة ​البقاع​ وتحديداً الى معامل ​كفريا​ لاستكشاف كيفيّة التصنيع.

في بلدة عميق التي تبعد حوالي الساعتين عن العاصمة يعيش سكان البلدة نوعاً آخر من الحياة، هنا العنب يغطّي كل السهول وعلى مدّ عينك... يتحدث المسؤول في مصانع كفريا والتي تعود لها ملكية تلك الأراضي المزروعة بالعنب عن أهمية الاهتمام بهذه السهول لأنه وعبرها فقط نستطيع إنتاج أجود النبيذ الفاخر. تقسّم الأراضي الى أقسام في كلّ منها يزرع عنبًا معيّنا ينتج نوعاً من النبيذ مختلفاً عن الآخر، وفي فصل الخريف وبعد قطاف محصول السنة والذي يستمر طيلة فترة شهر ونصف تمتد من منتصف آب وحتى أواخر أيلول تبدأ عملية "تشحيل" العرائش لتحمل العنب من جديد.

في فصل الصيف وبعد أن ينضج العنب يمرّ المعنيون بهذه الصناعة على السهول لتذوقه ومعرفة في أي مرحلة من النضج وصل. وهنا يشرح المسؤول في معامل كفريا روني قزي أننا "لا نعتمد على التذوق فقط بل نرسل بعضاً من العينات الى المختبرات لإجراء التحاليل عليها وعبرها نفكر كيف سيكون النبيذ"، لافتا الى أنه "وفي فصل الصيف يقطف العنب ويوضّب في الأقفاص لتبدأ بعدها مرحلة التخمير".

مرحلة التخمير

في الخمارة تبدأ رحلة صناعة النبيذ فعلياً. هناك بحسب ما يشرح قزي تقسّم أنواع العنب المخصّصة لصناعة مختلف أنواع النبيذ على الخزانات، كل نوع في خزان مختلف عن الآخر، مشيراً الى أن "كل وحد يحتوي على حبّة العنب مع القشرة والبذور وما نقوم به هو مزج العنب مع القشرة ونقله من أسفل الخزّان الى اعلاه لإستخراج أجود طعمة من القشرة"، شارحاً أن "نكهة النبيذ الأساسية تكمن في الطعمة واللون ومصدرهما الاساسي هو قشرة العنب".

أنواع الخزانات!

عندما تسير في معامل تصنيع النبيذ تلاحظ وجود خزانات مصنوعة من الخشب وأخرى من "الستنليس"، فالخشب لصنع النبيذ ذات الجودة العالية. ويبقى النبيذ فيه حوالي العشرين شهراً وخلال هذه المدة نسعى دائما الى التذوق لمعرفة كيف يتمازج النبيذ والخشب وعلى ضوء ذلك يتقرّر متى يتم اخراجه من البراميل ليعبّأ في الزجاجات".

أما للخمارات التجارية فطريقة أخرى في التصنيع تعتمد على الأساليب التقليدية. وهنا تشرح المسؤولة في Domaine Etorelle الكسا تاريخ هذه الخمارة التي تعود الى 1868، وتشير الى أنه "يتم قطف العنب من الكروم لينقل بعدها الى الخمارة حيث ينزع عنه الحشيش بعدها يوضع العنب في مكبس حتى يتم عصره فيما يرمى اللبّ لأنه يعطي طعمة غير جيّدة"، وتلفت الى أنه "وفي المرحلة الثانية ننتقل الى مرحلة التخمير حيث يوضع العنب الذي يراد منع صنع النبيذ الأحمر في براميل مخصصة له فيما العنب الذي يخصص لصنع النبيذ الأبيض والوردي يوضع في براميل "ستانليس" (برميل معدني لا يصدأ) وبعد أن تنتهي عملية الصنع ينقل ليتخمر في براميل من الخشب بعضها أميركي وبعضها الاخر فرنسي لعدّة أشهر".

ما بين الخمارات الصناعية والخمارات التجارية يبقى النبيذ اللبناني هو من أجود أنواع النبيذ وأفضل المشروبات الروحية!