أعرب السفير التركي في ​لبنان​ ​تشاتغاي إرجيس​ عن تفاؤله بـ"المناخ السياسي الإيجابي في لبنان"، آملاً من الحكومة الجديدة التحضير للانتخابات التشريعية العام المقبل في ظلّ الجوّ السائد حالياً.

وفي حديث صحفي ذكر إرجيس بمحطات دعم تركيا التوافق على انتخاب الرئيس ميشال عون والحوار الوطني، ورسالة دعم الرئيس التركي ​رجب طيب أردوغان​ لنظيره اللبناني للعمل معاً لتعزيز العلاقات، وزيارة وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الى بيروت.

كما أعرب عن تطلعه إلى أن يتمكّن البلدان من تطوير علاقاتهما الاقتصادية. قائلا: "نجاح لبنان نجاح لتركيا، نحن ولبنان في قارب واحد. نقف مع الشعب اللبناني. لا نُميّز بين فريق وآخر، وهناك مشاريع اجتماعية وتنموية يتمّ العمل عليها من قبل وكالة التعاون والتنسيق التركية في لبنان TIKA للوصول الى كلّ المجتمعات اللبنانية على انتماءاتها الطائفية أو الحزبية كافة".

ونوه بالإمكانات الهائلة في لبنان وطاقات اللبنانيين، مشيرا الى "أننا لقد استقبلنا منذ يومين وفداً لرجال الأعمال الأتراك، وقد أبلغتهم أنّ لبنان ليس فقط دولة إنّه عالم بأسره، بفعل الجالية اللبنانية الناجحة المنتشرة في العالم".

وأكد أنه "يمكن التشارك في مشاريع أعمال مشترَكة بدل التنافس فلنعمل معاً، هناك مشاريع مشترَكة في أنقرة واسطنبول، وأخرى في إفريقيا. كذلك قدّمت شركتان من تركيا مناقصات للاستثمار في مجال النفط والغاز"، مشددا على أنه سيعمل لاستقطاب 500 ألف تركي للمجيء الى لبنان، ولا سيما أنّ هناك نحو 4 ملايين ونصف المليون تركي يسافرون للسياحة وقد أنفقوا نحو 5 مليارات دولار في 2015.

ورأى أنّ لبنان يمكن أن يصبح مقصداً للسياح الأتراك. ويختم حديثه، مُتعهِّداً بتحقيق التوازن في العلاقات السياحية بمساعدة الحكومة اللبنانية وتنشيطها في الاتجاهين، فهناك 18 الف تركي فقط زاروا لبنان، في حين كانت تركيا الوجهة السياحية لنحو 250 ألف لبناني في 2015.

من جهة أخرى، أكد إرجيس أن "المُؤشرات الأوّلية والأدلّة وخلفية مرتكب اغتيال السفير الروسي في تركيا ​أندريه كارلوف​ تُظهر أنّه ينتمي الى شبكة فتح الله غولن الإرهابية. وأردوغان قال إنّ منفّذ الإعتداء غولاني، لكنّ التحقيقات مستمرّة لتتّضح الصورة الكاملة"، مشيرا الى أن "المحقّقين لديهم شعور بأنّ القاتل كان ذئباً وحيداً، لكن من المرجّح أنّه أُستُخدم من أولئك الذين يستهدفون العلاقات التركية-الروسية".

وأعرب إرجيس عن رفضه لاتهام سلطات بلاده بمحاولة لفلفة القضية، قائلا: "ما يجرى الآن تحقيق مشترك مع الروس، وليس من العدل اتّهام السلطات التركية بهذا الامر".

ورداً على سؤال حول عدم القبض على الجاني وهو على قيد الحياة؟ قال: "حسب بيانات الشرطة التركية، إنّها أعطت الوقت الكافي لميرت الطنطاش للإستسلام، لكنّه واصل إطلاق النار، لتعود الشرطة وتطلق النار على قدميه مرتين، وعندما قام بخطوة غير متوقعة، تخوّفت الشرطة من أن يكون مرتدياً حزاماً ناسفاً، فقتلته".

ورداً على التكهنات باستياء إيران بسبب زيادة التنسيق التركي-الروسي على حسابها في سوريا، قال إرجيس: "لا أوافق على هذه التعليقات. تركيا لديها حوار جيّد على أعلى مستوى مع إيران، التي كانت من الدول الموقّعة على إعلان موسكو في 20 كانون الأول الجاري، ووافقت على التعاون مع تركيا وروسيا لحلّ الأزمة السورية"، مؤكدا "عدم وجود انقسام في الشارع التركي"، موضحا أن "ما حدث في حلب حرّك قلوبنا، هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي. وبالتالي ردّة فعل الأتراك في الشارع كانت ضدّ ما يجرى في حلب وليس ضدّ سياسة الحكومة التركية، المُنخرطة في حوار مع روسيا من أجل حلّ سياسي".

وشدد على "أننا نحارب "داعش" و"النصرة" على الأرض. ففي 21 كانون الاول، قتلت القوات التركية 128 إرهابياً، وقصفت 67 هدفاً، وخسرت نحو 14 من جنودها حول منطقة الباب في سوريا في إطار عملية درع الفرات"، معتبرا أن "الحديث عن دعم تركيا لـ"داعش" و"النصرة"، "بروباغندا سوداء"، مُشدّداً على أن بلاده أكثر فعالية من غيرها في محاربة "داعش"، بالتعاون مع الجيش السوري الحرّ في منبج.

وأكد إرجيس أن "تركيا مصممة على قتال "داعش" عسكرياً وإيدولوجياً، وتركيا ضدّ السياسات الطائفية في المنطقة"، مُذكّراً بكلام لأردوغان "أنا لست سنّياً ولا شيعياً، ديانتي هي الإسلام".

ورأى أن الحديث عن إمكانية دعم تركيا لـ"​جبهة النصرة​" تحضيراً لمعركة إدلب المرتقبة "كلام سخيف"، مذكرا أن "تركيا أعلنت "النصرة" و"داعش" تنظيمَين إرهابيَين، وجدّدت تصميمها في إعلان موسكو مع روسيا وإيران على محاربتهما سوياً. لا أوافق على هذه الادعاءات، قدِّموا لنا دليلاً على ذلك".