مساوئ السلطات البحرينية تزداد يوماً بعد يوم لتكشف عن اتساع العفن داخلها. سلطات أوغلت في القمع والعسف وملاحقة أصحاب الرأي والعلم وزجّهم في السجون ومحاصرة العلماء كما هو الحال مع سماحة الشيخ عيسى القاسم الذي يعيش منذ أشهر في منطقة مسوّرة بالحراب والبنادق.

وفي الوقت الذي يعاني فيه شعب البحرين من سلطة ظالمة تمارس القتل وتكرّس حالة الاضطهاد في المجتمع، نسمع خبراً صادماً ونشاهد صوراً مقززة عن مجموعة من الصهاينة يدخلون البحرين ويعقدون الصفقات التجارية ويغنّون مع بعض أشباه الرجال البحرينيين عن «السلام» وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى!

فأيّ مصير مظلم تصنعه السلطات البحرينية لشعبها عندما تقف مرحّبة بوفد صهيوني، وعندما تسمح لحفنة تافهة أن ترقص أمام عدسات الكاميرات فتظهر لنا أيّ مستوى من الحكام الساقطين يحكمون الشعب البحريني الأبي.

هذه الواقعة المشؤومة التي حصلت في البحرين لا تدلّ على غرور وجهل وصلافة حكام البحرين فحسب، بل على الانحدار الأخلاقي والهبوط الإنساني في هذه السلالة الحاكمة لهذا البلد، حتى باتت تستجدي العلاقة مع الكيان «الإسرائيلي» ضمانة لبقائها واستمرارها.

على كلّ حال فإنّ وقائع أخرى مستورة قد تكون أقسى من هذه الواقعة تمسّ شرف فلسطين والعرب والمسلمين وتلحق العار بهم. وقد أصبح الواجب أشدّ على شعب البحرين أن يهبّ لغسل هذا العار، ومكافحة هذا الانحراف والشذوذ الذي تقوم به هذه السلطات.

ونحن نعلم أنّ شعب البحرين هو شعب الوفاء للقضية الفلسطينية، وشعب البطولة والفداء الذي لم يستكن منذ خمس سنوات وحتى اللحظة عن المطالبة بحقوقه، رغم صمت العالم وخذلان العرب له.

إنّ هذا الشعب عليه أن يثبت أنّ حكاماً ملوّثين بفسادهم وترفهم لا يمكن لهم أن يصنعوا مستقبله، ولا أن يفرضوا عليه تطبيعاً مهيناً مع الصهاينة.