استبشر المهتمون باقامة مرفأ سياحي في جونية خيراً عندما وُضع في 20 كانون الأول الفائت حجر الأساس لهذا المرفأ، رغم أنها المرة السادسة التي يوضع فيها هذا الحجر في المرفأ. الا ان الجديد هذه المرة، انه تزامن مع تلزيم احدى الشركات للعمل، ما يؤكد أن الانطلاقة الفعليّة لهذا المشروع الحيوي على ساحل جونية قد بدأ جدّياً.

وكان هذا المشروع قد بدأ مع النائب ​محمد الصفدي​ الذي كان يشغل منصب وزير الأشغال العامة والنقل في العام 2005، وخصوصاً بعد حرب تموز في العام 2006 حيث أدرك أن تطوير الاقتصاد اللبناني يكون بتطوير قطاعات النقل البرّي والبحري.

في نيسان من العام 2008، وجّه الصفدي إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء كتاباً فنّد فيه حاجة لبنان إلى مرافئ سياحية عصرية لاستقبال السياح والركاب، طالباً من مجلس الإنماء والإعمار توفير اعتمادات بقيمة 35 مليون دولار أميركي لوزارة الأشغال لتتولّى هي وضع دفتر الشروط، وتلزيم تنفيذ أشغال المرفأ الجديد وفقاً للأصول. وبعد مغادرة الصفدي موقع وزير الأشغال العامة والنقل، كانت المراوحة سيّدة الموقف في هذا الملف، حتى تم وضع حجر الأساس أخيراً في عهد رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان متابعاً لهذا الملف قبل وصوله إلى سدّة الرئاسة.

مراحل عديدة مرّ بها مشروع اقامة المرفأ السياحي، قبل أن يُطلق وزير الأشغال الحالي ​يوسف فنيانوس​ ووزير الأشغال الأسبق ​غازي زعيتر​ العنان للعمل بالمرفأ. فما أهمية هذا المخطط بالنسبة للمدينة خصوصاً ولبنان عموماً؟ وأين أصبح العمل بالمشروع؟

توضح مصادر ادارة النقل البري والبحري، أن "أولى خطوات العمل في هذا المرفأ تكون بتطويره عبر استصلاح وتعميق مياهه من خلال شفط الرمول الجوفيّة"، لافتة إلى أنه "بعد انتهاء هذه المرحلة تبدأ المراحل الأولى للبناء".

وفي هذا السياق، أكد عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نعمة الله ابي نصر، في حديث مع "النشرة"، أنه "بعد وضع الحجر الأساس لهذا المرفأ تم تلزيم المرحلة الأولى من العمل لإحدى الشركات التي من المفترض أن تبدأ عملها قريباً"، معتبراً أن "هذه المرة تختلف عن سابقاتها لأنها المرة الأولى التي يتم فيها التلزيم بعد مناقصة أجريت وفق الأطر القانونية".

وإذ شدد أبي نصر على أهمية هذا المرفق بالنسبة لكل لبنان، رأى أن "​مرفأ جونية​ السياحي سيكون فريداً من نوعه في لبنان وستعود ايجابياته على كل اللبنانيين وليس فقط على منطقة واحدة".

لمرفأ جونية السياحي المنتظر مردود كبير، كان سبباً لتمسّك وزراء الاشغال المتعاقبين به، اضافة لاصرار العماد عون على اقرار تلزيماته والمباشرة بالعمل به. كما أن الموقع الجغرافي للمدينة التي تتوسط الساحل اللبناني تساعد على التجوال والسياحة بسهولة أكبر.

وأوضحت مصادر معنيّة بالملف أن "أهميّة هذا المرفأ تكمن بقدرته الواسعة على استيعاب السياح، اذ أنه سيستقبل بواخر سياحية تتسع ما بين 4 و5 الاف سائح، بالاضافة إلى أن "هذا الملف سيساعد بعملية اللامركزية السياحية"، وواصفة هذا المشروع بـ"الحلم".

ولفتت المصادر إلى أنّه "سيحسّن الوضع الاقتصادي عبر تشغيل اليد العاملة، وهو كفيل بتوفير ما يصل إلى ألف فرصة عمل، وهو قادر على الدفع قدما بإعادة لبنان إلى الخارطة السياحية العالميّة وإنعاش المنطقة وجوارها".

بدأ العمل إذا في بناء واحد من أهم المرافئ السياحية في لبنان. ووفق ما يُقال، فإن أهميته ستصل إلى المحيط اللبناني كله وستتخطى حدود الوطن. فهل تسير خطوات البناء كما هو مخطط لها؟