خطى القديس مارون خطوة كبيرة على طريق القداسة حين افتتح اسلوبا جديدا لم يعتده احد للاتحاد بالله. هذا الاسلوب هو التنسك الذي، ولصعوبته، تعرض ولا يزال لانتقادات عدة ابرزها انه هروب من المجتمع ومشاكله. هذا الاتهام صحيح عندما يكون هدفه فقط عدم الاختلاط بالناس، ولكن عندما يصبح الهدف الاتحاد بالله ومساعدة الناس، تتغير المعادلات بشكل جذري.

احتمل القديس مارون وبعده العديد من القديسين ومنهم مار شربل، تحديات الطبيعة والضعف البشري وهو امر يقود الى الجنون لولا تسليم الذات لله واذا لم يكن المسيح الكل في الكل ويصبح من احب ابا او اما او اختا او... اكثر من الله... لا يستحقه.

قد يقول البعض ان التنسك يقوم به اناس اخرون لا يعبدون الله، وبالتالي لا فرق بينهم وبين القديس مارون او القدّيسين المتنسكين. ولكن السؤال في هذه الحالة هو: اي سلام يحصل عليه هؤء؟ انه سلام مهم ولكنه يبقى بشريا فيما السلام الالهي ينقلنا الى مكان اخر، مكان تواجد الله، ويسمح بالتالي بمساعدة الناس وايصالهم للوجهة الصحيحة حيث ينتظرهم المسيح والمخلصون بدمه الطاهر.

لم ير ​مار مارون​ درب التنسك صعبا كما نراه نحن، لانه عرف كيف يسلكه، فطوبى له.