قد يكون اللواء ​أشرف ريفي​ من أوائل الذين باشروا في الاستعداد للانتخابات النيابية، من دون انتظار طبيعة القانون وتقسيماته، بل لعل الانتخابات البلدية التي ربحها قبيل اشهر في طرابلس كانت من الاساس بالنسبة اليه أقرب الى بروفة او مناورة بالذخيرة، تمهيدا للاستحقاق النيابي الاهم.

وبعد جرعة المعنويات التي اكتسبها ريفي من فوزه البلدي الكاسح، يتطلع الرجل الى تمدد أوسع من «الوعاء الطرابلسي» وخوض الانتخابات النيابية على امتداد المناطق ذي الاكثرية السنية، في مغامرة لا تخلو من المجازفة بالرصيد الذي جمعه حتى الآن، خصوصا ان خصومه استفادوا من دروس خسارتهم البلدية في عاصمة الشمال، لتحسين جهوزيتهم، الامر الذي من شأنه ان يُصعب مهمة «اللواء المتمرد».

في المقابل، فان ريفي الذي انتزع «الشرعية الطرابلسية»، سيحاول من خلال معركته المقبلة انتزاع «بطاقة انتساب» الى نادي الاقطاب او الزعماء السنة، وبالتالي اثبات ان فوزه في الانتخابات البلدية لم يكن ضربة حظ، كما يعتقد بعض خصومه.

ويوحي ريفي ان لديه كل الثقة في قدرته على خوض انتخابات «ندّية» في مواجهة «تيار المستقبل»، ضمن الدوائر التي تضم غالبية سنية من الناخبين، بدءا من طرابلس مرورا بالبقاع الغربي وبيروت وصولا الى اقليم الخروب.

ويراهن «اللواء المتمرد» على انه سيتمكن من الفوز بعدد كبير من المقاعد في طرابلس، حتى لو تحالف ضده الرئيسان سعد الحريري ونجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي وفيصل كرامي، كما يفترض ان بمقدوره تحقيق اختراقات في مناطق اخرى خارج الشمال، من باب إثبات الوجود الوازن، والتأكيد ان قاعدته الشعبية أصبحت واسعة وعابرة للمناطق، الامر الذي من شأنه ان يمنح حضوره السياسي بُعدا يتجاوز حدود الهوية المحلية الطرابلسية.

ويبدو ان ريفي يتصرف ويبني حساباته على قاعدة ان الحليف الاكبر له في هذا الاستحقاق، سيكون التململ الواسع الذي يسود، برأيه، صفوف الجمهور السني من السلوك السياسي للرئيس الحريري نتيجة خياراته غير الشعبية والتي انطوت، في اعتقاد «اللواء المتمرد»، على تنازلات غير مبررة.

وعلمت «الديار» ان رموزا في العديد من المناطق السنية هي على تواصل مستمر مع ريفي، في سياق التنسيق للمرحلة المقبلة، ومن المتوقع ان تشكل هذه الرموز قاعدة اللوائح الانتخابية التي سيتولى ريفي دعمها. كما يلتقي ريفي بوتيرة مكثفة وفودا وشخصيات سنية تأتي من بيروت والبقاعين الغربي والشمالي واقليم الخروب، في اطار تعبئة الصفوف وتحضير الارضية للانتخابات النيابية.

ويبدو ان ريفي سيترك لمناصريه ومؤيديه في كل منطقة ان يفرزوا مرشحيهم الذين ستتألف منهم اللوائح، بعد التشاور معه، على ان يكون راعيا لتلك اللوائح وداعما لها، تماما كما فعل خلال الانتخابات البلدية في طرابلس.

ووفق العارفين، سيركز البرنامج الانتخابي لريفي على العناوين الآتية: تأكيد حصرية السلاح، مواجهة النفوذ الايراني، الالتزام بسيادة لبنان واستقلاله، بناء الدولة، مكافحة الفساد ايا كان مرتكبوه والى اي جهة انتموا، الالتزام بخيارات 14آذار باعتبارها الاكثر واقعية خلافا لما يردده أصحاب مدرسة الواقعية المزيفة، كما يقول المقربون من ريفي.

ويلفت هؤلاء الى ان ما يميز ريفي هو انه ابن الارض ويتواصل معها بشكل مباشر، ويفهم لغتها ويعرف كيف يخاطبها، لافتين الانتباه الى انه يتفاعل مع الشارع وهمومه بوتيرة يومية تقريبا، بينما يفتقر الأخرون الى هذه «الكيمياء» في العلاقة بالناس.

ويؤكد ريفي في مجالسه الخاصة بانه سيصنع مفاجآت كبرى وسيحقق نتائج نوعية في المعارك الانتخابية التي سيخوضها، منطلقا من ان المزاج السني الراهن يفتح الباب على كل الاحتمالات، ولذلك فهو يتعاطى مع الانتخابات النيابية انطلاقا من كونها ستشكل استفتاء على خياراته السياسية.