نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية مقالا تحدثت فيه عن تنامي الشعبوية في تيارات الوسط، عكس ما يعتقده الكثيرون، مشيرة إلى اننا "عادة ما نفكر في التيارات القومية والحركات المعادية للأجانب، والرافضين للاتحاد الأوروبي والداعين إلى إجراءات قانونية لحماية الاقتصاد المحلي عندما يأتي ذكر الشعبوية. لكن هناك شعبويين أقل رفضا للأجانب وأقل تطرفا في أفكارهم، وقد يكونون بالخطورة نفسها على الأمد الطويل، إنهم الشعبويون في تيار الوسط"، داعية المندهشين لظهور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الولايات المتحدة إلى التمعن في سيرة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني، وكيف سيطر على الحياة السياسية في إيطاليا في التسعينات، معتبرة ان "الرجلين يشتركان في الكثير من الصفات، فبرلسكوني ملياردير سخر السياسة لخدمة مصالح شركاته، ولم تكن له سياسة باستثناء شعارات موالية لرجال الأعمال، وكان كلامه فجا وتصرفاته خشنة وترك البلاد في وضع اقتصادي متدهور، بينما سياسات المرشحة الرئاسية مارين لوبان في فرنسا وخيرت فيلدرز في هولندا واضحة".

ورأت ان "خطورة شعبوية الوسط تكمن في انتشارها وتوسعها، فقد أنتج رئيس الوزراء الإيطالي الأسق، ​سيلفيو برلسكوني​ جيلا جديدا من الشعبويين، أحدهم، ماتيو رينزي رئيس وزراء إيطاليا من 2014 إلى كانون الأول من العام الماضي، فقد راهن على الاستفتاء بشأن إصلاحات دستورية تزيد من سلطاته، وخسر، وهو الآن يسعى بكل الأساليب للعودة إلى السلطة ولو أدى ذلك إلى تقسيم حزبه".