«ان الوضع يشبه بعضه في كل الساحات، ففي لبنان دمرت مؤسسات المنظمة حتى الامنية منها التي كانت تحمل اسم الكفاح المسلح التي كانت حاصلة على شبه شرعية وكانت تقوم بدور امني مهم وعلى عاتقها ايضا حوالى 17 مهمة تم الغاؤها، من هنا نرى ان هناك شيئاً ما يحصل في السياسة له علاقة بالمخيمات هذا يؤشر الى ان هناك اتجاهاً واضحاً لانهاء ورقة اللاجئين»، بهذه العبارات بدأ احد المسؤولين الفلسطينيين السابقين حديثه ورؤيته لما جرى منذ يومين في «​مخيم عين الحلوة​» رغم انه لا يشكل مفاجأة كون المخيم لا يعيش حالة استقرار امني ولكن التصعيد الذي اتى اثر زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان والتي تزامنت مع زيارة رئيس مجلس إدارة المركز الفلسطيني للتواصل الإنساني «فتا» جليلة دحلان عقيلة القيادي الفتحاوي محمد دحلان الذي طردته حركة «فتح» كونه يشكل عنصر منافسة على الساحة الفلسطينية.

زيارة جليلة دحلان ليست الاولى الى المخيم ولن تكون الاخيرة يضيف المسؤول الفلسطيني، رغم ان مجيئها الى لبنان لتوزيع المساعدات على الفلسطينيين كانت دائماً تترافق مع انتقادات ومشاحنات وصلت في بعض الاحيان الى منعها من الدخول الى المخيم عام 2013 بعد فصل محمود عيسى الملقب بـ«اللينو»، لكن هذه الزيارة ليست العامل الوحيد الذي يؤجج نار المخيم بين الحين والحين، فالمخيم بات ساحة للصراعات الفلسطينية ـ الفلسطينية يضاف اليها العناصر الارهابية التي تتخذ من بعض احيائه الضيقة مراكز لنفوذها رغم ضيق مساحة المخيم حيث تتوزع السيطرة على بعض هذه الاحياء بين مجموعات ارهابية مختلفة منها من بايع «داعش» وآخرون يشكلون حالات تدور في فلك عدة تنظيمات ارهابية رغم ان عدد عناصرها لا يتعدى احيانا الـ20 عنصراً لبعض الامراء ولكنهم في اغلب الاحيان يتضامنون في الدفاع عن احيائهم التي تنطلق منها عمليات التدريب للخروج الى ارض الجهاد، ولكنه اليوم يشكل ساحة للتجاذبات الخارجية على ضوء المتغيرات التي تحدث في المحيط العربي والتي اسدلت الستار عن القضية الفلسطينية بانتظار انتهاء التحضير للعمل المسرحي الذي ستدور احداثه على ارض المخيم فعندها تفتح الستائر للعرض فهل سيكون الختام بنهاية سعيدة ام نهاية الملف الفلسطيني في لبنان وفق المصادر نفسها.

المسؤول الفلسطيني اعتبر ان الاشتباكات التي تحصل بين حي البراكسات و«الصفصاف» باتت تشبه ما كان يحصل بين «جبل محسن» «وباب التبانة» فمنذ حوالى الشهرين قتل شخصان في حي الصفصاف بنيران انطلقت من البراكسات احدهما بائع اسماك واخر بائع قهوة وهما ينتميان الى عشيرتين كبيرتين (وفق المصدر) هذا الامر ترك ذيولاً ما زالت تعالج ولكن للاسف ان اهل الشابين يقومون دائماً بمحاولة اطلاق النار باتجاه البراكسات التي تعتبر السيطرة فيها لحركة «فتح» مع تواجد لمؤيدي «اللينو» وجاءت زيارة عقيلة الدحلان الى المنطقة حيث قام عدد من المسلحين باطلاق النار في الهواء وباتجاه حي الصفصاف ربما لافشال الزيارة ومن ثم اشتعل المحور.

لذا يتمنى المصدر ان لا تحصل ضغوطات من الدولة اللبنانية على حركة «فتح» للدخول في معركة داخل المخيم لان لديهم شعور ان هناك شيئاً من قبيل الدفع باتجاه هذا الامر وهو امر غير مستحب بسبب الكثافة السكانية في المخيم الذي يتوزع على احياء صغيرة والمصلحة تكون في الحل الهادىء لافتاً الى ان لا مواقع عسكرية في هذه الاحياء سوى اسلحة فردية لا تتعدى قاذفات الـ«بي سفن» وهي لا تحتاج الى مساحات واسعة انما مجرد غرفة تنطلق منها هذه القاذفات.

وقد عبر المصدر عن استيائه عن عدم حصول اي اجتماع مع فصائل فلسطينية اخرى او القوى الاسلامية الموجودة على ارض المخيم رغم انهم طلبوا لقاءه الا ان لقاءات الرئيس اقتصرت على الفصائل المنضوية ضمن منظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها «ابو مازن».