لفت الوزير السابق ​فايز شكر​ الى ان إتجاهين للنظر يتنازعان الخط السياسي المتعلّق بقانون الإنتخابات النيابية، فهناك إتجاه يقول بإستعجال الحسم بعد فترة إنتظار دامت أكثر من ثماني سنوات، مخافة أن يلتهم الفرص المؤاتية للحلول أو بعرض المساومة بعد فوات الأوان. واتجاه يقول بإستئخار سبل القوة والحسم وتفضيل منح الزمن الإضافي للدبلوماسية الهادئة. كلا الاتجاهين ما زال يعمل بقوة داخل النفق السياسي اللبناني، ويتضاعف الجدل كلما بدا أن عداً عكسياً قد بدأ يسلك وجهة الحسم. وفي أي حال نظراً للآثار التي تتركهما عليهما الأحداث المحيطة إقليمياً أو تلك التي تحدث في الداخل.

وفي تصريح له، اضاف:"الرغبة الحقيقية تقتضي وحسب رأي الأغلبية السياسية بأن يعتمد قانون النسبية، إلا أن دوائر الغرف السوداء تعمل على طي هذا القانون لمصلحة الستين وتوابعه، والاجتماعات واللقاءات والتصريحات المكثفة حول هذا الملف "مضيعة للوقت"، ولا قانون جديد في المدى المنظور وصولاً إلى الفراغ في السلطة التشريعية، وعملية التهويل هذه هدفها الرئيسي تمديد الوضع القائم في المجلس النيابي تحت شعار "التأجيل التقني خوفاً من الفراغ". ومن أجل تهيئة الأجواء المناسبة تمّ عزف منفرد على إيقاع ملف الموازنة بغياب أي بارقة أمل، والنقاشات الماراتونية لجلسات الحكومة تتجه لفرض ضرائب جديدة تمس الطبقة الفقيرة من دون إحداث أي تغيير منتظر في العقلية والذهنية السائدة التي أدّت بالأمس إلى تطيير النصاب وإلغاء الجلسة الحكومية المقررة، وهذا يدل على إستهتار البعض وإلى الخفّة في التعاطي بالقضايا المصيرية، وهو ما أرسى فروقات شاسعة بين طبقات المجتمع اللبناني، فما نفع البحث في أية زيادة ممكنة على سلسلة الرتب والرواتب من دون وقف الهدر والسرقة وإصلاح أجهزة الرقابة ومحاسبة إدارات الدولة التي تغوص بالفساد إنما تبقى مجهولة الهوية".

وراى إن ما يحصل اليوم في مخيم عين الحلوة، ينذر بتطورات خطيرة ليس على صعيد المخيمات الفلسطينية فحسب، وهذا يجب الإنتباه إليه عبر البحث الجدي والسريع لوضع حد للإنتهاكات الشاذة السائدة بداخليها، وللسلاح المتفلت الذي يقتل المدنيين الأبرياء، وهذا الأمر يؤثر سلباً على الجميع بعد تسلل مجموعات من التكفيريين الإرهابيين إلى داخل المخيمات، واتخاذها كملاذ آمن من أجل تنفيذ العمليات الإجرامية ضد اللبنانيين والفلسطينيين على السواء. والملفت للنظر ان إشتعال الإشتباكات جاء إثر زيارة الرئيس محمود عباس إلى لبنان، وهو ما يترك علامات استفهام واضحة حول المخطط المقصود تنفيذه. والرسالة الواضحة لجهات خارجية عن الهدف الحقيقي لطبيعة ما يحاك من مؤامرات لإرباك الساحة الداخلية وسط الأزمات العديدة المتراكمة على إيقاع مستجدات إقليمية حساسة وحرجة وخطيرة جداً.