رأى الوزير السابق كريم بقرادوني أنّ "رئيس الجمهورية ميشال عون سيقوم يتقوية المؤسّسات لتصبح أكثر فاعليّة، وهو بدأ عمله الآن بالجيش كخطوة أولى"، منوّهاً إلى أنّ "عهد عون إستثنائي وقدرته هي شعبيّته. وعون هو آخر فرصة لإصلاح النظام. إذا لم يتمكّن أو إذا واجهته عقبات منعته من ذلك، فالنظام سيسقط، وسنذهب إلى نوع من ثورة شعبيةّ، إذ لا يمكن الإستمرار بلا كهرباء وماء وطعام ومع 1.5 مليون نازح سوري".
أمّا عمّا تغيّر في العهد الرئاسي منذ السابق حتّى اليوم، رأى بقرادوني في حديث إذاعي أنّ "الرئيس الأسبق الياس سركيس تصرّف كرجل دولة، والرئيس الأسبق بشير الجميل تصرّف كالرئيس القوي والشعبي. أمّا الرئيس السابق ميشال سليمان، فلا بصمة له، خصوصاً بإعلان بعبدا الخلافي غير التوحيدي"، لافتاً إلى أنّ "ما يميّز عون هو أنّه رجل دولة يشبه في الوقت نفسه، الشهابية نوعاً ما والشعبية مثل الجميل نوعاً ما.
وفي موضوع القمة العربية، وجد أنّ "رئيس الجمهورية دخل إلى الجلسة زعيماً لبنانيّاً، وخرج زعيماً عربيّاً"، مشيراً إلى أنّ "دعوته للمصالحة مؤثّرة، وهي أكثر ما نحتاجه اليوم"، لافتاً إلى "أنّني لست مقتنعاً من أنّ الجامعة العربية ممكن أن يصدر عنها أي شيء، إذ أنّها لم تتمكن أبداً من حلّ أي مشكلة، فهي عاجزة بتركيبتها".
أمّا عن رسالة الرؤساء الخمسة إلى القمة العربية، أكّد بقرادوني أنّ "الرسالة بهذا الشّكل أخطأت مرتين: المرّة الأولى باتجاه التقارب وثنائية عون ورئيس الوزراء سعد الحريري، والمرّة الثانية باتّجاه صورة لبنان في العالم العربي والعالم"، مشدّداً على أنّ "أيّاً كانت الغاية من الرسالة، فهي خطأ فادح بالسياسة وبالتّوقيت. كما أنّني أعتقد أنّ الرّؤساء العرب لم يعرفوا بها حتّى"، مؤكّداً أنّها "بالنسبة للوضع الخارجي، لم تترك أي أثر على كلمة عون، وبالنسبة للوضع الدّاخلي، أتت الرسالة كصفقة للرؤساء أكثر ممّا أثرت"، مسطّراً على أنّ "الرسالة فشلت لدرجة الإهمال".
ودوليّاً، رأى أنّ "من الصعب جدّاً الإنتهاء من تنظيم "داعش" في الوقت القريب، إذ لم يتمّ بعد تجفيف مصادر تمويله، حتّى أنّ الأميركيّين على يقين انّ التنظيم يشكّل أكبر خطر عليهم".