أكد رئيس بلدية الشياح ​إدمون غاريوس​ ان مشكلة النفايات ستتفاقم في العام المقبل، لافتاً الى أننا ننتظر القرار القضائي بشأن مطمر الكوستابرافا بعد نحو شهر ونصف الشهر، حيث لا أدري ما إذا كان الحكم المنتظر سيسمح بالإستمرار بطمر النفايات.

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، أوضح غاريوس أنه في حال سمح باستمرار الطمر فإن مهلة السنتين للعمل في هذا المطمر تنتهي في العام 2018، مشددا على أن أي حلّ ليكون ساري المفعول في العام 2018 يجب أن يتخذ القرار بشأنه اليوم، كاشفاً أننا نحاول حثّ المسؤولين المعنيين على وضع الإستراتيجية الواضحة واتخاذ القرارات اللازمة، شارحاً ان مصانع معالجة النفايات لا تُبنى وتصبح جاهزة خلال خمسة أو ستة أشهر، لا بل هي مصانع ضخمة وتحتاج الى فترة قد تتخطى السنة كي تصبح ناجزة.

وأوضح غاريوس أننا كبلديات وكإتحادات بلديات إطلعنا على أساليب معالجة النفايات في عدد من الدول لا سيما في أوروبا، وبالتالي يمكن الحديث عن شقين: المناطق الجبلية النائية والمناطق المكتظة سكانياً، مشيرا الى انه بالنسبة الى المناطق الجبلية أو الريفية فإن الكميات أقل، ويمكن ايجاد المواقع الملائمة أكان لتجميع النفايات أو لمعالجتها.

أما بالنسبة الى بيروت الكبرى وساحل المتن الجنوبي وساحل المتن الشمالي، فلا يمكن جمع نفايات كل هذه المنطقة بمصنع واحد. علماً أن كلفة مصنع من هذا النوع قد تتخطى الـ 100 مليون دولار، وبالتالي هذه الكلفة تتخطى قدرة بلدية أو إتحاد. بل مثل هذا المصنع تُنشئه الدولة، على أن تديره البلديات أو تدفع قيمة خدماته بكل شفافية، معتبرا أنه في حال انشأت بلدية بيروت مثل هذا المصنع فإن مصير النفايات في البلديات المستفيدة منه سيكون معلقاً بمصير بلدية بيروت أو بقرارها.

واقترح غاريوس ان تنشئ الدولة مصنعين لهذه الغاية تحسّباً لأي طارئ، موضحاً أن التقنيات الجديدة لا سيما لجهة الفلاتر (Filters) التي تكرّر انبعاثات الغاز والدخان والإنبعاثات الحرارية ذات جودة عالية وقد تكون كلفتها أكبر من كلفة المصنع بحدّ ذاته، مشددا على ضرورة أن تتخذ الدولة مثل هذا القرار، مشدداً على أن المناطق الساحلية لا تحتمل الحلول الجزئية، بل الحلول يجب أن تكون حلولاً جذرية تقوم بها الدولة وليس بلدية معينة أو إتحاد.

كما أوضح غاريوس ان الاتصالات جارية، وهناك تفهّم من المعنيين لما نطرحه. قائلاً: إننا سنحمل هذا الملف الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإنشاء مصنعين في الساحل لمعالجة نفايات المدن التي يفوق عدد سكانها المليون نسمة. ولفت غاريوس الى أن كل بلديتين أو ثلاثة تبحثان عن سبل لمعالجة النفايات عن طريق التسبيغ والفرز، لكن هذه الحلول تبقى جزئية لا سيما في مناطق ذات كثافة سكانية.

على صعيد آخر، كان غاريوس قد قام صباح اليوم بزيارة الى قائد الجيش العماد جوزف عون، حيث أوضح أنها بروتوكولية للتهنئة. وقد تمّ خلالها التطرّق الى أوضاع المنطقة. ونقل غاريوس عن العماد عون اطمئنانه، وتأكيده على استمرار التدابير الأمنية المتخذة في المنطقة.

من جهة أخرى، أيّد غاريوس إعطاء سلسلة الرتب والرواتب كونها حق للمواطن، لكن في الوقت عينه يجب أن تواكب مع تعديل أنظمة عمل الموظفين في الإدارة العامة لا سيما في ظل الفائض الكبير، مشدداً على ضرورة تحفيز الموظفين على الإنتاجية، لا أن يكون دور البعض منهم تتكيس ساعات الدوام.