بعد كلّ الضجّة الاعلامية والسياسية التي سادت في الأيام الماضية إثر التحقيق في ملف الفساد في ​كازينو لبنان​، تتجه الأنظار مطلع الأسبوع المقبل الى الجمعية العمومية التي دعي اليها المساهمون بعد سنوات من الغياب.

في التفاصيل وبحسب مصادر مطلعة فإن "جدول أعمال الجمعية يضمّ عدّة بنود ولكنها ستحمل في المضمون "الأهمّ" إنتخاب رئيس وأعضاء مجلس إدارة جدد"، شارحةً أن "مجلس الادارة يتألّف من عشرة أعضاء بمن فيهم الرئيس"، لافتةً الى أن "الأجواء السائدة حالياً تشير الى أنه سيكون من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون، عضوان في مجلس الادارة سيكونان محسوبين على "التيار الوطني الحر"، ثلاثة لـ"​القوات اللبنانية​"، عضو لشركة "انترا" التي تملك 52 بالمئة من أسهم الكازينو، عضو لشركة "ابيلا"، وعضو يسميه حاكم مصرف لبنان، وعضو أخير محسوب على الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار "المستقبل".

وتشير المصادر الى أن "هذه الجمعية ستشهد إنتخاب الناشط في "التيار الوطني الحر" رولان خوري رئيساً لمجلس ادارة كازينو لبنان إضافة الى تسعة أعضاء في المجلس"، ولكنها تشدد في نفس الوقت على "نقطة هامة أخرى موجودة على جدول أعمال الجمعية العمومية، تقضي بإعطاء براءة ذمّة لرئيس وأعضاء مجلس الادارة السابقين"، وهذا ما تصفه المصادر "بالفضيحة الكبرى إذا ما حصل"، خصوصاً وأن التحقيقات في ملف الفساد في الكازينو لا تزال قائمة في وقت لا يزال منع السفر بحق رئيس مجلس الادارة ​حميد كريدي​ قائم ولم يصدر أي جديد بحقه، وقد كُرّم في احتفال في وقت سابق من الشهر الماضي في الكازينو على وقع التّهم المنسوبة اليه.

تضيف المصادر: "السيناريوهات المرسومة لهذه الجمعية العمومية كثيرة أولها يقضي بتمرير التعيين دون ضجّة كبيرة ودون بنود هامة أخرى"، ولكنها تشير في نفس الوقت الى أن "البعض قد يرفع السقف للحصول على براءة الذمّة هذه مقابل تمرير التعيين بسلاسة"، ولكن المصادر تؤكد أن "من الصعب أن يصادق الحاضرون على اعطائها للسابقين في وقت لا تزال التحقيقات في ملف الفساد مستمرة".

تستغرب المصادر للمراوغة بملفّ "كريدي حتى الساعة رغم وضوح المخالفات ووجود الأدلّة الدامغة على الإرتكابات الّتي حصلت"، ولكنها تؤكّد أنه "حتى بعد إنتخاب رئيس وأعضاء مجلس ادارة جدد فإن الموضوع لن ينتهي، لأن على المدعي العام أن يصدر قراراً بحقّ كريدي، فإما يمنع عنه المحاكمة أو يطلب إيقاف التحقيق دون الادّعاء عليه لعدم كفاية الادلّة"، وتلفت الى أن "أياً من هذه الأجراءات لم يتخذ حتى الساعة على إعتبار أن التحقيق لا يزال مستمراً وبالتالي فإن الدعوى لا تزال قائمة".

في المحصّلة يطوي كازينو لبنان صفحة من صفحات تاريخه "السوداء" ليفتح صفحة أخرى بعد إنتخاب رئيس وأعضاء مجلس ادارة جدد في العاشر من نيسان الجاري، ليبقى السؤال: "هل يخرج المتورّطون من مناصبهم دون محاسبة"؟!

لمتابعة ملف الصور كاملااضغط هنا