هنأ بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، ​غريغوريوس الثالث لحام​، رئيس الجمهورية ميشال عون، ب​عيد الفصح​، وتمنّى له "التوفيق وسائر المسؤولين في الدولة"، سائلاً الرب أن "يصل كلّ الأفرقاء السياسيين في البلد إلى إقرار قانون إنتخابي عادل يتزامن مع موعد الإنتخابات المحدّد"، داعياً إلى "التوافق بين كلّ مرافق الدولة لأجل أن تتمكّن كلّ الأحزاب من إيصال الأشخاص المناسبين إلى مجلس النواب، ومن أجل خير المواطنين الّذين يعلّقون الآمال على المسؤولين لكي يلبّوا حاجات الشعب"، مطالباً نوابنا ووزرائنا في الكنيسة الملكية الكاثوليكية أن "يقوموا بدورهم الفعال من خلال مسيرة الإصلاح وتحقيق المشاريع الّتي يجب أن تصبح حقيقة وليس إسماً فقط أو قولأً نظريّاً".

وخلال استقبال البطريرك لحام، المهنّئين بعيد الفصح في المقرّ البطريركي في ​الربوة​، عايد أيضاً "جميع المسيحيّين على اختلاف كنائسهم في الشرق كما في الغرب بالأعياد الفصحية المباركة"، معرباً عن تمنّيه أن "تتكثّف الجهود وتتضافر ليصبح عيد الفصح عيداً واحداً مشتركاً، وأن تولي الكنيسة أهميّة خاصّة لعنصر الشباب بما يتلازم مع مكوّنات عصرنا الحالي ومتطلّباته الراهنة".

ونوّه إلى أنّ "أمام مأساة عالمنا الشرقي العربي، تستوقفنا رسالتنا الفصحيّة الّتي باتت بين أيدي جميع المؤمنين وما تطرّقنا إليه من سرد إسهابي للأحداث في المنطقة، ما يعطي الأمل للمشرّدين والمحزونين والمتألّمين في أوطانهم، على أمل أن يستفيقوا على فجر قيامة جديد"، لافتاً إلى "إطلاقنا إسم "أبناء القيامة" على رسالتنا الفصحيّة، يحتّم علينا أن نكون حاضرين في مجتمعنا، وشاهدين لقيامة المخلص ولقيم إيماننا نحن المسيحيين من خلال قيم إنجيلنا، والمسلمين من خلال قيم قرآنهم بشرط أن يكون لكلّ واحد دوره وهويّته وعمله ومكوّناته".

وأكّد لحام إلى أنّ "أن تكون إبن القيامة يعني أن تكون إبن الأمل، إبن الرجاء، إبن المحبة، إبن التضحية، إبن الغفران، إبن المسامحة وإبن العطاء بلا حساب. أن تكون إبن القيامة يعني أنّك إبن الحياة وليس إبن الموت، تستقبل الحياة، تحافظ على الحياة فيك وفي الآخرين، تعمل مثل يسوع لكي تكون للناس الحياة وتكون لهم أوفر وبوفرة وأفضل وأجمل وأكرم وأسمى"، مشيراً إلى أنّ "إبن القيامة، يعني تخدم، تساعد، تلتزم قضايا رعيتك، كنيستك، مجتمعك، أسرتك، تضحي في سبيل عالم أفضل، تبني عالما أفضل، تتقاسم مع الآخرين خيور الأرض، تفجر في الآخرين آمال الحياة، الفرح، السعادة، التفاؤل، كل هذه هي ثمار الحب وطريق إلى القيامة".

ورفع الدعاء مع كلّ أبناء القيامة في عالمنا المشرقي العربي لكي "يعود السلام إلى بلادنا المعذبة ولا سيما في سوريا والعراق وفلسطين"، داعياً الجميع إلى "الأمل والتفاؤل ولا سيما أمام ما نراه من مشاهد الموت، العنف، التفجير، الإرهاب، القتل وإحراق الأجساد. أمام كلّ هذه الظروف المأسوية، لنجدّد إيماننا بالحياة، بآمال القيامة بالمسيح غالب الموت، ومانح الحياة والداعي إيّانا لنكون أبناء القيامة والحياة، وحاملي بشرى الحياة، والعاملين لأجل انتصار الحياة على الموت والمحبة على البغض، والكراهية؛ والغفران، والمصالحة على الحقد والثأر"، مشدّداً على أنّ "أبناء القيامة هم بناة المستقبل، أبناء كنائسنا ومؤسساتنا هم بناة المحبة وبناة السلام".