مع استهلال ​شهر رمضان​ تلألأت ​مدينة النبطية​ بالأنوار وازدانت بالزينة الخاصة، هي ميزة تطبع المدينة لتضفي أجواء من الفرح والالفة في هذا الشهر من كل عام، والشوارع والطرقات تفيّأت أيضاَ باليافطات التي تؤكد على أن رمضان هو شهر الخير والرحمة.

بدوره، لبس النادي الحسيني في النبطية حلّة جديدة تضاء خلال الليل بالتزامن مع رفع مجسم كبير للهلال في مستديرة نافورة المياه المحيطة به، حيث أضفت الانوار نكهة خاصة على ليل المدينة وساحاتها، فيما تفتح الاسواق التجارية أبوابها حتى ساعات متأخرة من الليل بهدف تحريك العجلة الاقتصادية، على أن ترتفع وتيرة التدابير الأمنية المسائيّة، بعد الايام العشرة الاولى من رمضان، لادخال الاطمئنان والاستقرار وتشجيع التجار على مواظبة البقاء في محلاتهم حتى الفجر.

الفوانيس الرمضانية ارتفعت أيضاً على الاعمدة، بالاضافة الى الفانوس الكبير على مدخل المدينة والذي يبلغ طوله 18 مترا، وشملت معالم الزينة جامع حي السراي القديم في النبطية والمساجد الاخرى، في حين تقام خلال الليل الصلوات في النادي الحسيني في النبطية وتقرأ الأدعية التي تستمر حتى الفجر باشراف امام ومفتي المدينة الشيخ ​عبد الحسين صادق​، الذي يؤم المصلين خلال الليل وسط دعوته لتوحيد صوت وتوقيت رفع الآذان.

في هذا الإطار، دعا الشيخ صادق، في حديث لـ"النشرة"، الى تعزيز وتفعيل سبل التلاقي بين مكونات المجتمع المحلي عبر الافادة من مناسبات هذا الشهر وإحيائها بشكل موحد، كما حصل العام الفائت بالإحياء المعبر لليالي القدر، في حين شرح المسؤول الاعلامي في النادي الحسيني المؤرخ ​مهدي صادق​، عبر "النشرة"، للنشاطات الدينية والاجتماعية التي تواكب هذا الشهر، لافتاً إلى أن شعار رمضان هذا العام هو "تيضل رمضان بالخير عمران".

وأشار صادق الى أن "عملنا الرمضاني ينقسم الى محاور عدة، الأول هو العمل الاجتماعي والمساعدات الاجتماعية التي يتكفل بها نادي الشباب الحسيني في اسعاف النبطيّة، والذي يهتم بمشروع إفطار الصائم حيث يوزع يومياً وجبات الطعام لحوالي 65 أسرة محتاجة في النبطية وجوارها، كما أن هناك نشاطاً موجهاً للاطفال بقصد ادخال البهجة والسرور ومعاني شهر رمضان الى نفوسهم"، موضحاً أن هذا الأمر يتم من خلال ابتكار شخصية كرتونية اسمها "رمضون"، يرتديها أحد الشباب ويجول بها في احياء المدينة بعربة تراثية يرافقه فيها الاطفال ويجولون معه في الحارات، كما أننا وبالتعاون مع جمعية التجار أقمنا مدينة ملاهي ضخمة في ساحة الامام الحسين، يرافقها مسرح ومسابقات رمضانية وأجنحة طعام، ويعود ريع هذا المشروع للانشطة الخيرية التي يقوم بها النادي الحسيني في شهر رمضان".

بالتزامن، للنادي الحسيني برنامج ديني، بحسب ما أكد صادق، حيث تقام يومياً صلاة جماعة في المسجد مع محاضرة دينية رمضانية للشيخ أحمد النصيراوي، وأمسية دعاء وقراءة قرآن ومسابقة يومية، كاشفاً عن أنه "سنطلق مسابقة رمضانية سنوية تقدم من خلالها جوائز قيمة من حج وعمرة وزيارات للاماكن المقدسة"، لافتاً إلى أنه "من خلال موقع النبطية الرسمي نجري أيضاً مسابقة رمضانية يومية نعلن جوائزها مباشرة من احد المحلات التجارية في المدينة، بهدف جذب الزبائن وتحريك السوق التجاري لخلق نوع من الحركة التجارية"، معلناً أنه قبل اسبوع من موعد عيد الفطر سيكون هناك مسرحية للاطفال "رمضون والعيد".

من جهته، توقع رئيس جمعية تجار محافظة النبطية المهندس ​جهاد فايز جابر​، في حديث لـ"النشرة"، أن ترتفع الوتيرة الإقتصادية لأسواق النبطية بعد الايام العشرة الاولى من شهر رمضان، ولاحظ أن التجار في المدينة خفضوا الاسعار واعتمدوا التنزيلات.

وأشار إلى أن النبطية، بالتعاون مع البلدية، ستبقى مضاءة خلال الليل لتنشيط الحركة الاقتصادية ودعم الاقتصاد المحلي وتطويره على أن تفتح المحال التجارية خلال الليل، مؤكداً أن "التنسيق تام مع القوى الامنية والعسكرية للحفاظ على الأمن، الذي يبقى في النبطية نموذجاً يحتذى به بفضل سهر ورصد تلك القوى لكل شاردة وواردة".

بدوره، أكد رئيس نقابة تجار الخضار والفاكهة في النبطية الدكتور ​جهاد دقدوق​، في حديث لـ"النشرة"، أن متطلبات الصائم من خضار وفواكه لم يطرأ عليها أي زيادة في الأسعار، لافتاً إلى أن الذي يتحكم بها هو العرض والطلب، مشيراً إلى أن المزارعين يعمدون الى رفع اسعار البضاعة في شهر رمضان كل سنة لكنها حتى الآن طفيفة، موضحاً أن "الحشائش" هي التي شهدت ارتفاعاً، قائلاً: "نتواصل مع التجار ونشدد على التقيّد بضوابط وزارة الاقتصاد".