هل بدأت الورشة التشريعية والتنفيذية والإدارية والديبلوماسية؟

الحركة تُنبئ بذلك بعد اقرار قانون الانتخابات النيابية، فرئيس الجمهورية وقعه، بعد توقيع رئيس الحكومة، واليوم أو غدا، على أبعد تقدير، يُنشر في الجريدة الرسمية ليصبح نافذا. وغدا الثلاثاء هو اليوم الأخير من الولاية الثانية لمجلس النواب، على ان يبدأ التمديد الثالث بعد غد الاربعاء، في رحلة ثالثة وأخيرة تمتد الى 20 أيار 2018، ويمتد معها عمر الحكومة أحد عشر شهر ايضا.

ما هي هذه الورشة؟

بعد غد الاربعاء ينعقد مجلس الوزراء في أول جلسة له بعد اقرار قانون الانتخابات، الجلسة ستكون في قصر بعبدا والبند الأول على جدول اعمالها قضية بواخر الكهرباء، وليست مصادفة ان توضع البواخر بندا أول، ما يعني اقراره قبل الانتقال الى البنود المتبقية والبالغ عددها 67 بندا.

يأتي هذا البند، في توقيته، كنتيجة التوافق السياسي، فيأتي وضعه على رأس جدول الأعمال كحصيلة لهذا التمديد.

أما الخميس فأمر آخر: لا هو طاولة حوار، ولا هو مؤتمر وطني، بل اجتماع لرؤساء الكتل النيابية التي تتشكل منها الحكومة لبحث ما لا يمكن بحثه في مجلس الوزراء من قضايا كبيرة وخطيرة واستراتيجية.

في مجلس الوزراء، حين يحتد النقاش في موضوع معين، يعمد الوزراء الى مراجعة رؤساء كتلهم. في طاولة الخميس في بعبدا رؤساء الكتل هم على الطاولة ولذلك فإن القضايا المهمة هي التي ستطرح، وفي مقدمها القضايا التي لم تُبحث بجدية من قبل، وتحتاج الى قرار وطني، ومنها مجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية، وهي الخطوة الضرورية للانطلاق نحو الانماء الشامل والمتوازن.

مجلس الوزراء سيكون مواكبا لطاولة بعبدا، وطاولة بعبدا ستكون داعمة لمجلس الوزراء، وهذا يعني ان المرحلة المقبلة ستكون حافلة بالتعيينات الديبلوماسية وبالتشكيلات القضائية، خصوصا ان هناك أكثر من مئتي منصب شاغر من الفئة الاولى أو ما يوازيها.

على رغم الأهمية القصوى لكل هذه الملفات، فإن ملف الانتخابات النيابية يبقى هو النجم لجهة اهتمامات الناس وانشغالاتهم.

فالقانون هو شيء جديد بالنسبة الى اللبنانيين الذين كانوا معتادين على القانون البسيط الاكثري وليس على القانون النسبي المركب والمعقد، ليس لجهة التصويت بل لجهة احتساب الاصوات واعلان النتائج، فهو قانون تتداخل فيه النسبية والصوت التفضيلي والعتبة التأهيلية والبطاقة الممغنطة.

هذا يعني ان العملية الانتخابية الاولوية فيها ليست لاختيار المرشحين بمقدار ما هي للتحالفات الثابتة وللادارة الجيدة للمعركة الانتخابية وللعناية بأصوات المقترعين عناية قصوى.

انها مرحلة جديدة، فما بعد 20 حزيران ليس كما قبله، منسوب الايجابيات والتفاؤل يرتفع.