لفت عضو حزب "​القوات اللبنانية​" النائب ايلي كيروز، إلى أنّ "الإنسان يمثّل جوهر رهاننا السياسي والتربوي. من هنا "القوات اللبنانية" تولي الملف التربوي أهميّة خاصّة، وتتطلّع إلى مبادرات كلّ المهتمّين بالشأن التربوي"، مشيراً إلى أنّ "لذلك، يدعو حزب "القوات" إلى إنصاف كلّ معلمة ومعلّم وإقرار ​سلسلة الرتب والرواتب​ في العقد الإستثنائي لمجلس النواب، مع الأخذ بالإعتبار السيبة الثلاثيّة للتربية أي المدرسة والمعلم والأهل، الأمر الّذي يحتّم مقاربة هذه المسألة بحكمة وموضوعيّة، بالإضافة إلى إلى الإبقاء على وحدة التشريع للمعلمين بين العامّ والخاصّ".

وأكّد كيروز، ممثّلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في العشاء السنوي الّذي أقامته مصلحة المعلمين في حزب "القوات اللبنانية" في غزير، أنّ "أهمّ ميزة في مشروع قانون الإنتخابات النيابية وبعد ثماني سنوات من المحاولة، تتمثّل بإصلاح التمثيل المسيحي من دون إفتئات على حقوق الطوائف الأخرى، وبالتالي ترسيخ الشراكة الوطنية بأفضل الممكن"، منوّهاً إل أنّ "جلسة إقرار القانون شابتها شائبتان: الأولى داخل المجلس، وهي استبعاد الكوتا النسائية من القانون بعد نضال طويل للحركة النسائية اللبنانية الّتي تستحقّ دعمنا من أجل الوصول إلى البرلمان، والثانية خارج المجلس في استباحة لحقّ التعبير، تذكرنا بمشهد 7 آب 2001"، مطالباً وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف، بإجراء تحقيق جدّي في الموضوع وإعلان النتائج الّتي يتوصّل إليها من أجل المساءلة عن الإستخدام غير المشروع للقوّة".

ورأى أنّ "التربية تهدف لا إلى التخصّص في موضوع أو مجال معيّن، بل إلى بناء الشخصيّة الإنسانيّة وتأهليها لإكتساب أفضل ما يمكن اكتسابه من مستويات النّضج الإنساني، وذلك ليس فقط في الميدان العلمي بل في جميع ما يقتضيه هذا النضج من قدرة على الإفصاح السّوي عن الذات والإقبال السلمي على الآخر، والتفاعل الخلّاق مع وضعيّة الوجود التاريخي في المجتمع والوطن"، موضحاً أنّ "رغم أنّ التحصيل العلمي هامّ ويقتضي منكم جهداً جبّاراً ولسنوات طويلة، فإنّ بناء الشخصيّة الإنسانيّة هو الأهمّ ويجعلنا نحيا حياتنا بأعمق معانيها"، مشدّداً على أنّ "إعداد العنصر الإنساني لتحقيق ذاته كشخص له قيمته الخاصّة بحيث يغدو في إنسجام تامّ مع نفسه ومع عالمه، وبذلك يشعر حقّاً بكرامته كما يشعر الآخرون بكرامتهم".

وتوجّه كيروز إلى المعلّمين، مشيراً إلى أنّ "العلم لم يعد سؤالاً نقديّاً ولا سؤالاً منهجيّاً. من هنا، فإنّ دور المؤسّسات التربوية والثقافية يقوم على أن تسأل عن مصير الإنسان والعالم، وأن تدعو بالتالي إلى البحث في الإفادات الإنسانيّة من العلوم، فلا تتسبّب في تراجع الديمقراطية على كوكبنا، بمعنى تراجع أطر الإصغاء إلى إرادات الشعوب وتفعيل مشاركتها في إتخاذ القرار"، لافتاً إلى أنّكم "تدركون أنّكم القيّمون على تنمية الشخصيّة الإنسانيّة ليس في مدارسكم فحسب، بل في عائلاتكم ومحيطكم، وأنّ مهمّتكم هي الأصعب لأنّ الأجيال الجديدة تنتظر منكم ما هو أبعد وأعمق من مجرد التلقين".

وركّز على أنّكم "مؤتمنين على تنشئة عمادها حضارة المعيّة الإنسانيّة المعتدلة المنفتحة الواعية لقيم الحياة والمساواة وحقّ الإختلاف والتسامح والتضامن في الهمّ الكوني الواحد ومحوره الشخص البشري"، داعياً إلى "حياة لا تدور على نفسها ولا يستهلكها استقرار أو نجاح عمل أو مركز علم أو مال أو لذّة، إلى حياة لا تستحوذ عليها الأشياء العادية".