هل ارتكب رئيس بلدية جبيل السابق زياد حواط خطأ باستقالته من البلدية والترشح للمقعد النيابي عن قضاء جبيل على لائحة ​القوات اللبنانية​ كما صرح بذلك؟ وما هي حظوظه بالنجاح؟.

يقول العارفون بخريطة الانتخابات البلدية والنيابية في قضاء جبيل ان وصول حواط الى رئاسة البلدية كان بفضل أصوات أبناء الطائفة الشيعيّة في المدينة، الذين يفوق عدد أصواتهم الأربعمئة، وليس بسبب حيثيّته المسيحيّة التي تخوّله الترشح عن المقعد النيابي الماروني في القضاء، علما أن موقف هؤلاء التقليدي كان الى جانب الوزير ورئيس البلدية الأسبق ​جان لوي قرداحي​. لكن جاء الموقف الشيعي بتأييد حواط بناء على طلب ملحّ على القيادة الشيعية من الرئيس السابق للجمهورية ​ميشال سليمان​ الذي تربطه علاقة مصاهرة مع عائلة الحواط، بالرغم من الوعود التي قطعها حزب الله لقرداحي بالتصويت الى جانبه الذي كان ينافس حواط على رئاسة البلدية.

ويرى العارفون كذلك ان القوات اللبنانية كان لها تأثير كبير على المنطقة خلال الحرب اللبنانيّة والتي اتخذت من قضاء جبيل مركزا رئيسيا لعملياتها، وكانت المقر الرئيسي لقائد هذه القوات في حينه سمير جعجع. لكن بعد ان انتهت هذه الحرب، فقدت القوات سيطرتها على المنطقة، ولم تتمكن في جبيل أو في كسروان من إحراز أي نصر انتخابي بلدي أو نيابي، وبذلك يكون ترشح حواط على لائحة القوات خيارا ضعيفا .

ويعتقد هؤلاء ان شعبية زياد حواط في الوسط وفي الجرد أضعف بكثير من ان تؤمّن له حظوظا في النجاح، إذ ان عائلته من انصار الكتلة الوطنية وكانت من أشد المناصرين للعميد ريمون أده، مع الإشارة الى ان حالة إده هذه ورثها التيار الوطني الحر شعبيا وسياسيا .

ويؤكد هؤلاء انه اضافة الى الخطأ الذي ارتكبه بالاستقالة من البلدية، تسرّع حواط وإعلانه ترشّحه على لائحة القوات، بينما كان عليه الانتظار ليرى شكل التحالفات مع إمكانية أنْ يكون مرشح القوات والعونيين، خصوصًا وان هناك فريقا داخل التيار يرغب في أنْ يكون الحواط مرشحا على لائحته .

ولاحظ هؤلاء ان عمّه المحامي جان حواط أعلن قبل استقالة ابن أخيه من رئاسة البلدية انه هو مرشح أيضًا عن المقعد النيابي في جبيل، من دون أن يكشف عن تحالفاته، وإن كان يتردد كثيرا على رئيس الجمهوريّة الحالي العماد ميشال عون في الرابية قبل ان يصبح ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وابنه صهر عائلة حواط.

ويضيف هؤلاء ان هناك عاملا آخر يضعف مكانة زياد حواط وهو ابن عمّته الدكتور جوزف الشامي الذي لديه طموحات انتخابية ويملك حيثيّة شعبية مسيحيّة في المدينة وفي القضاء ومقرب جدا من التيار الوطني الحر .

والمعروف ايضا ان المقعد النيابي الماروني عن الساحل الجبيلي كان دائما من حصة مدينة عمشيت بسبب وقوف ناخبي هذه المدينة وبشبه اجماع خلف مرشّحها، عكس ما يحصل في ​مدينة جبيل​ التي لم تجمع يوما على مرشح واحد من المدينة .

ويلاحظ هؤلاء ان من نقاط ضعف زياد حواط هو ان ترشحه على لائحة القوات يحرمه الصوت الشيعي في القضاء خلافا لما تأمّن له في الانتخابات البلدية، علما ان عدد الناخبين الشيعة يصل الى حوالى ثمانية آلاف صوت، وبالتالي من الصعب او شبه مستحيل، اقله في الوقت الراهن، ان يجيّر حزب الله أصواته لمرشّحٍ قواتي .

وخلص العارفون بخريطة الانتخابات البلدية والنيابية في قضاء جبيل الى أنّ الاستقالة من رئاسة البلدية والترشح على انتخابات نيابيّة ليس مضمونا انها ستجري في موعدها، وعلى لائحة فريق سياسي ضعيف في المنطقة، خطوة غير موفقة، وان وهج رئاسة البلديّة الذي رافق زياد حواط لن يعود بعد ترشحه للانتخابات، وان العودة لرئاسة بلديّة جبيل صعب جدا لان ميشال سليمان لم يعد رئيسا للجمهورية .