علمت صحيفة "الراي" ان "زعيم "​جبهة النصرة​" في ​عرسال​ ابو مالك التلي كان يريد التفاوض والانسحاب قبل أيام من معركة ​جرود عرسال​ التي بدأت يوم الجمعة الماضي، إلا أن زعيم "جبهة النصرة" ​أبو محمد الجولاني​ أَمَر بالقتال وهدّد بقتْل كل مَن ينسحب، لاقتناعه بإمكان الفوز بالمعركة على قاعدة أن منطقة العمليات وعِرة ولن يتمكن "​حزب الله​" من السيطرة عليها، خصوصاً أن "جبهة النصرة" موجودة فيها منذ أعوام واستطاعتْ إقامة تحصينات كثيرة ومتعدّدة في الجبال والكهوف".

ولفتت إلى ان "موقف الجولاني بإجبار ساهم النصرة على القتال في جرود عرسال وقفْل أي بابٍ للتفاوض لاعتقاده ان الجبهة تملك الأفضلية وأنها في موقع أقوى من أن تُملى عليها الشروط، فدخل "حزب الله" المعركة وبعد استعادته 130 مرتفعاً في أيام قليلة اقتنعتْ قيادة النصرة في إدلب بأن هناك المئات من مقاتليها في الجرود يستطيعون المجيء الى إدلب لدعم الجبهة في المدينة بعدما طردت منها "​أحرار الشام​".

وأشارت إلى أن "حزب الله" يحتفظ بأكثر من 30 جثة تعود لمسلحين من النصرة، وهو أرسلها الى برادات لحفْظها بانتظار أي عملية تبادُل، فيما تحتفظ النصرة بـ 23 جثة لعناصر من "حزب الله" كانت دفنتْها في تل العيس، إضافة إلى 5 أسرى أحياء من الحزب ما زالوا في قبضتها"، لافتةً إلى أن "التفاوض الجاري حالياً ليس الأول بين النصرة و"حزب الله" اللذيْن سبق أن تبادلا جثثاً وأسرى خلال ​الحرب السورية​، وأن قنوات التواصل بين الجهتين موجودة وعملتْ في الساعات الماضية على المواءمة بين الشروط والشروط المضادة"، لافتةً إلى ان "وضع "حزب الله" هذه المرة أفضل بكثير من النصرة لأنه يستطيع تضييق الخناق على مئات المحاصَرين داخل بقعةٍ جغرافية صغيرة في جرود عرسال".

وأفادت أن "عائلات المسلحين الموجودين في وادي حميّد هم جزء من المفاوضات التي قطعتْ شوطاً مهماً"، مشيرةً إلى انه "بعد طيّ صفحة وجود النصرة في جرود عرسال، سيصار إلى نقْل العدسة نحو جيوب داعش قبالة ​رأس بعلبك​ والقاع، حيث باشر ​الجيش اللبناني​ حشد قواته، وسط معطياتٍ تؤشر على أن الجيش سيخوض المعركة وحيداً لطرْد المسلّحين وبمعزل عن "حزب الله".