اما وقد انطوت صفحة جبهة النصرة الإرهابية وطهرت جرود عرسال منها ولم يبق من الملف الا قليله الذي يعالج بتنفيذ اتفاق استسلام من تبقى من الإرهابيين الى خارج المنطقة، فان السؤال الملح يدور حول مصير ارهابيي داعش الذينيناهزون ال 500 تقريبا وينتشرون في منطقة تعادل او تكاد تزيد قليلا على المنطقة التي كانت جبهة النصرة فيها وتكاد تصل الى مساحة ما بين 150 و200 كلمإذا اضفنا اليها المساحة من الأرض السورية في الجراجير.

والسؤال مهم لان توقف عملية التطهير عند الحدود التي وصلت اليها من شانه ان يبقي الجرح مفتوحا والخطر ماثلا على امن لبنان واستقراره وان كان بسقف وحجم اقل لكنه موجود، لذلك من الطبيعي ان يتم استكمال التطهير حتى يطوى ملف الأرهاب بوجهه العسكري كليا في لبنان وتغلق بوابة الخطر على لبنان وضد الامنوالاستقرار فيسورية.ولهذا فان كل معنيبالشأن اللبناني أولا وبالسوري أيضابات يركز الان على موضوع وجود داعش في السلسلة الشرقية لجبال لبنان ويؤكد على وجوب الانتهاء منه وبأسرع مايمكن،ومع هذا التأكيد تطرح أسئلة شتى حول متى وكيف ومن يتولى عملية التطهير تلك ومن يشارك او يساند فيها؟

في الاجابات البديهية نرى انه من الطبيعي ان يقوم الجيش اللبناني بالمهمة بعد ان ينسق مع الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية نظرا لتواجد الاطراف الثلاثة في ميدان واحد ويتولون تنفيذالمهام ذاتها في مواجهة الإرهاب عامة وضد داعشالإرهابية خاصة. اما من حيث التوقيت فيكون خير البر عاجله،وان تنطلقالعملية في "ساعة صفر" يحددها الجيش اللبناني الذي يشكل الفريق الأساس في الهجوم وفقا لقواعد الصلاحية والمسؤولية والمنطق.

هذا في المنطق العسكري و العملاني ، لكن السياسة في لبنان و للأسف امتهنت افساد كل شيء و في طليعة ما تفسد تطبيق قواعد المنطق و المصلحة الوطنية اللبنانية خدمة لأطراف إقليمية و أجنبية في طليعتها اميركا و السعودية الذين يعملانلحماية إسرائيل و تامين مصالحها ، و لهذا نجد فرقاء لبنانيين منعوا الجيش سابقا من التصدي للإرهاب عندما انتشر و استشرى في جرود عرسال، و منعوا الجيش من القيام بعملية تطهير الجرد من جبهة النصرة ، و لا يستبعد اليوم و رغم كل المتغيرات ان يقوموا ا بالدور نفسه لمنع الجيش من استكمال تطهير الجرد من داعش فكيف سيكون عليه الحال ان فعلوا ؟.

حتى الان يبدو ان الأجواء بشكل اجمالي تشير الى ان الجيش اللبناني و بعد مساهمته الفاعلة و بالتنسيق مع المقاومة و الجيش العربي السوري في الاجهاز على جبهة النصرة ، و بعد المواقف الداخلية و الدولية التي تعبر عن دعمها للجيش في عملياته ضد الإرهاب عامة و في القيام بعملية تطهير الجرد من داعش خاصة ، فان الجيش بدأ في الميدان باتخاذ إجراءات و تدابير تؤول الى القول بان قرار العملية على يده اتخذ و انه سينطلق في التنفيذ في الساعة التي حددها هو و لن يكون في عملياته بعيدا ع التنسيق مع المقاومة و الجيش العربي السوري . وان الأرجح في حال سارت الأمور كما توحي الظواهر والتحضيرات الان، ان يقوم الجيش بعملية الانقضاض من الغرب والجنوب والشمال أيضاإذا وجد ضرورة لذلكوان يستفيد من مساندة المقاومة في الوجه الذي يراه هو مفيدا لعملياته ودون ان يهمل ما يمكن ان يقدمه الجيش العربي السوري أيضا من نار دعم واسناد مدفعي او جوي او تثبيت وسدود نارية لمنع التسرب الداعشي نحو الأراضي السورية، حيث قد يقوم الجيش العربي السوري أيضا وتزامنا مع عملية الجيش اللبناني تلك يقوم في تطهير ما تبقى من داعش شرقي الجراجير.

اما في التوقيت ، فان هناك اكثر من عامل و اعتبار يفرض هذا التوقيت منها ما هو مبطئومنها ما هو مسرع و لكن يبقى القرار للقيادة التي تعرف ان تجري تقدير الموقف المناسب لأطلاق العملية اخذة بالاعتبار الانتهاء من تنفيذ اخراج من تبقى من فلول جبهة النصرة من وادي حميد و الملاهي شرقي عرسال ، كما اعتبارات تتعلق بتحشيد القوى وتنظيمها و تجهيزها بما تفتضيه العملية وصولا الى ضبط التدابير التنسيقية مع المقاومة و الجيش العربي السوري ، و لهذا لا يكون مفيدا مباردة الاعلام و المحللين الى تحديد توقيتات من خيالهم فليترك الامر لأهله و هم ادرى به .

ورغم كل ما ذكرنا فان الضغط على الجيش اللبناني لمنعه من استكمال عملية التطهير ووضع العراقيل في طريقه امر لا يمكن ان يستبعد في بلد كلبنان، يقدم سياسيوه مصالح الخارج على مصالحه الوطنية،رغم ان هذا الفريق بشعر بحاجة ملحة اليوم لقيام الجيش بالمهمة لأنه يظن ان مثل هذا العمل وحده يحجب انجاز المقاومة في تحرير جرود عرسال و يستجيب للأوامر الأميركية بعدم تضخيم الإنجاز و افراغه من محتواه و جعله حلقة من حرب المنطقة لا علاقة للبنان به ، لكن رغم هذه الحاجة فاننا لا نستطيع ان ننسى دور الفريق هذا في عدائه للجيش و منع تسليحه و غل يده عن المهمات الوطنية وللتذكير فقطنقول:

الم يرفض السلاح الإيراني الذي عرض مجانا لتسليح الجيش اللبناني لان اميركا والسعودية واخرين رفضوه؟

الم تعرقل عمليات الجيش اللبنانيوهو يقومبواجباته ضد الإرهاب طيلة 5 سنوات مضت؟

لماذا الإصرار على رفض التنسيق مع الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب رغم ان التنسيق يخدم الطرفين ويقلل خسائرهماويرفع مستوىانجازهما؟

الم يكن الرفضوكل ما تقدم من مواقف استجابةلأوامرخارجية؟

ان مسالة غل يد الجيش عن القيام بالعملية الهجومية امر لا يمكن ان يخرجها الباحث من دائرة الاحتمال ، فان حصل ذلك يكون على المعنيين بمكافحة الإرهاب في لبنان و سورية ان يتصدوا للمهمة و هنا سيكون على المقاومة ان تتابع ما بداته قبل سنتين في جرود نحله و يونين و تابعته في جرود عرسال في الأسبوع الماضي ، و عندها ستستكمل عملية التطهير بالتعاون مع الجيش العربي السوري في تطهير ما تبقى و في هذه الحالة سيكون دور الجيش اللبناني مماثلا لدوره في الأسبوع الماضي مع تشدد و تفعيل اعلى و اهم لاختلاف الظروف و البيئة أيضا .

اذن ان استكمال عملية تطهير الجرود واقع لامحاله ، وبالعمل العسكري على يد الجيش اللبناني او المقاومة او كليهما معا مستفيدين من اسناد و دعم ميداني يقدمه الجيش العربي السوري عبر تنسيق ميداني واقعي تفرضه قواعد المنطق رغم انف المنكرين و أدوات الخارج في الداخل اللبناني ، انها عملية عسكرية واقعه لا مجال لمنعها ولا يوقفها الا قرار من داعش بأخلاء المكان سلما و الامتثالالى ما يعرض عليها من سلامة بدنية بالانتقال الى مكان اخر يتفق عليه من قبل أصحاب الشأن و عندها تحقق المهمة سلما وتحقن الدماء ، فرضية نذكرها رغم ان احتمالات العمل بها لا يتقدم حتى الان على ترجيح العمل العسكري .