أكد النائب ​بطرس حرب​ في كلمة له خلال مأتم الرئيس السابق لـ"​نادي الصحافة​" ومستشار حرب، ​يوسف الحويك​ أنه "ما أصعبها ساعة علي أنا الذي كنت على موعد معك، لأقف إلى جانبك سعيدا أشبينا لعرسك الموعود، أن أقف اليوم حزينا أمام نعشك راثيا إياك وما من مهمة أشقى علي، أكثر من أن أستطيع، ببضعة أسطر، التعبير عما في قلبي وعقلي تجاهك، والحؤول دون غصة الفؤاد التي أبكمتني بعد إعلان وفاتك فحالت دون قدرتي على الرد على الاتصالات للاطمئنان إلى حالتك، لأتمكن من رثائك أمام محبيك وقادريك وعارفيك وجمهورك وعائلتك المفجوعة بفقدانك، فبقدر ما يؤلمني فقدانك يا يوسف، فبالقدر عينه يعزيني ما شهدته وأشهده، إذ لم أر شخصا معزيا بخسارتك إلا والدموع تملأ عينيه".

وأشار إلى "أننا هنا اليوم، ليس للمشاركة بعزاء، نحن هنا لأننا أهل المصاب، لأننا أهلك وأصدقاؤك ومحبوك، لأننا كلنا فجعنا بالمصاب بفقدك، بماذا أناديك، أخي، صديقي، مستشاري، رفيق السنوات الصعاب الملأى بالتحديات والمخاطر، لست أدري يا يوسف، لأن أيا من هذه الصفات لا تفيك حقك، ولا موقعك، فأنت كل هؤلاء معا، قد يظن البعض أنني فقدت مساعدا ومستشارا إعلاميا، والحقيقة إنني فقدت جزءا مني، من نمط حياتي، من خيرة أصدقائي، وفقدت رفيق نضالي الذي لم توقفه مخاطر، لم تردعه صعاب، ولم يوهنه مكسب مادي أو مركز معنوي. ففي الربع القرن الأخير من حياتنا، أي منذ خمس وعشرين سنة، لم تفارقني لحظة، ولم تأبه لخطورة التزامك بي وبمبادئي أو مرافقتي ومساعدتي في خوض المعارك، وكلها معارك العين والمخرز، حيث كنا العين ولم نرتدع. وإذا طلب إلي، بعد مساري الطويل معك، تشخيص الوفاء والإخلاص والصدق والالتزام، فليس ما يمكن بنظري أن يجسدها كلها إلا إسم يوسف الحويك".

ولفت إلى "اننا عشنا معا، بحيث أصبحت جزءا من حياتي اليومية ومن مشاريعي السياسية. ففي كل عرس كنت القرص، وفي كل معركة كنت رأس الحربة، وفي فرحنا كنت البسمة والعجقة، وفي مجالسنا كنت اللطيف الأليف الأديب. لقد وقع خبر سقوطك كالصاعقة علينا، علينا كعائلة، علينا كخط وطني نضالي، علينا كفريق عمل سياسي يعمل من أجل تحقيق مبادئ وأهداف وطنية ثابتة. لقد عملت إلى جانبي طويلا، ما سمح لي بمتابعة وتقييم مسارك، وأود أن أسجل لك أن طموحك المهني ميزك، فرفع مقامك بين أترابك وزملائك، لأنك رفضت تغييب صوت الأجيال الجديدة من الشابات والشباب الإعلاميين، فأنشأت، مع بعض من شاركك هذا الهم، نادي الصحافة، بغية جمع كلمة من لا كلمة لهم من زملائك، وبغية ضخ دم جديد قادر على مواكبة التطورات في عالم الإعلام الحديث، وعلى مواجهة التحديات الكبيرة التي طرحتها"، مشيراً إلى "أنني أستمحيك عذرا لأنني عاجز عن إيفائك حقك في بضعة سطور، إلا أنني أسيء إليك إذا أهملت ذكر إنسانيتك وأخلاقك ووطنيتك. لقد كانت مسيرتك الشخصية والاجتماعية موضع إعجاب واحترام، لأنك استطعت جمع الكفاءة والجدارة والمركز المتقدم في مهنتك بالطيبة والبساطة والوداعة والعفوية. فلم يقعدك مركزك كرئيس لنادي الصحافة، وكإعلامي مرموق مثلا، من ممارسة هوايتك المفضلة كمصور تستل كاميرتك لتسجيل ما يطيب لك من أحداث ومناسبات، ما أكسبك محبة الناس. لقد عشت حياتك القصيرة بكامل طاقتك وحيويتك، لكنك لم تلحق ضررا بإنسان، ولم تتردد مرة في مديد العون إلى كل إنسان قصدك طالبا لخدمة أو مساعدة أو استشارة. لقد كنت مسيحيا حقيقيا ملتزما، فلم تجلس مرة إلى مائدة طعام، إلا ورسمت إشارة الصليب لتشكره الله على نعمه، ولم تكره يوما أحدا، بل كنت ممارسا لما أوصانا به ​السيد المسيح​ عندما قال: "أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم".

من جهته، أفاد وزير الاعلام ​ملحم الرياشي​ "يوسف الصديق، يوسف الصديق، يوسف الشجاعة، يوسف القيم، الأخلاق، الدماثة، الحضور المميز في كل يوم، في كل لحظة، في كل مهاتفة، يوسف الذي لم يجرح يوما إنسانا، يوسف الذي كان يقبل الآخر كيفما كان هذا الآخر، يوسف الذي عرف الجائع فأطعمه، العطشان فسقاه، والسجين فزاره، والمريض فعاده، يوسف من السماء وإلى السماء يعود، يوسف تاج تدحرج عن جبين الصحافة، لي الشرف اليوم أن أقف بينكم لأضع على نعشه الميدالية المذهبة للصحافة من وزارة الاعلام".