أعلن نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "قرار معركة جرود رأس بعلبك والقاع للاجهاز على إمارة داعش التكفيرية توقيتا وإدارة هو بيد الجيش اللبناني، وعلى الجميع أن يلتفوا حوله، وأن يكونوا معه، وأن يقدموا له كامل المساندة، يجب أن ينجح الجيش في هذه المواجهة، وأن تدعمه كل الأطراف بكل الإمكانيات والسبل، لأنه يمثل رمز انتصار لبنان ورمز سيادة لبنان".
وغي كلمة له خلال احتفال تأبيني أقامه الحزب في بلدة اليمونة البقاعية، اعتبر الشيخ قاسم أن "معركة جرود عرسال تحولت إلى مفصل تاريخي حساس في إبراز دور ومكانة وإنجازات المقاومة، وهي كانت معركة نموذجية من جوانب عدة، سرعة التحرير لمساحة 100 كيلومتر مربع وخلال أربعة أيام، في مناطق جبلية وعرة ومعقدة، وفي مواجهة نقاط حاكمة تتسلط على المقاتلين، ويضطرون إلى أن يقصدوها من الأسفل إلى الأعلى بصورة عارية ومكشوفة، لكنها محمية باليقين وبالإيمان والطاعة، وبأقل التضحيات والأثمان، حيث دب الرعب في قلوب من امتهنوا إدارة التوحش فلم ينفعهم توحشهم في إخافة المجاهدين".
ولفت إلى أنه "تم الإنتهاء الكامل لإمارة جبهة النصرة التكفيرية في لبنان، وتيئيس من كان ينتظرهم متخفيا في لبنان ليظهر في الوقت المناسب معلنا الولاء لهذه الجماعة الخارجة عن الإنسانية، تم التخلص من خطر أمني داهم كان يغرق لبنان، وهو خطر كان يمكن ان يستخدم في أية لحظة على المستوى الإسرائيلي، وبحسب الطلب، وفي المناسبات التي تختارها إسرائيل"، مشيراً إلى "التحييد المدروس والدقيق والموفق لمدينة عرسال ومخيمات النازحين السوريين، وبالتالي كان هناك تحييد بالكامل للمدنيين".
وأشار إلى أن "هي معركة كاملة النقاء لأنها مع الإرهابيين الذين لم يتجرأ أحد في العالم أن يدافع عنهم، رغم أن الكثيرين في العالم يدعمونهم ويعطونهم المال سرا ويعطونهم السلاح سرا، ويحاولون تهيئة الظروف لهم، ولكن لم يعد أحد يتجرأ أن يدافع عن جبهة النصرة أو جماعة داعش، هؤلاء خطر على البشرية جمعاء وليس على لبنان فحسب، هؤلاء لم يعد أحد يتجرأ أن يناصرهم، وهذا إنجاز عظيم حققه محور المقاومة في كل معاركه التي خاضها، وآخرها معركة جرود عرسال"، لافتاً إلى أنه "هنا يحضرنا أولئك الذين استنكروا المعركة لماذا استنكروها؟ استنكروها لأن نتائجها هالتهم بعظمتها، وما فعلته من رفع عظيم لأسهم المقاومة حتى طالت الرياح فلم يعد بإمكانهم أن يلحقوا بها، فرفضوا المعركة بحجج واهية. سأقولها بشكل صريح، هم يقبلون بقاء النصرة إلى الأبد ولا يقبلون التحرير إذا كان على يد حزب الله، ولكننا نقول لهم لن نحقق أمانيكم، سنقاتل أولئك الذين يعيثون في الأرض فسادا، وسنواجههم بكل صلابة، وموتوا بغيظكم وتنظيراتكم، فلن نرد عليكم".
واعتبر أن "من نعم الله أن نشأت في لبنان المقاومة، ولولاها لما تحرر لبنان لا من جنوبه ولا من شرقه، وهذا التحرير حقق سيادة لبنان ومكانته، وإن سيادة لبنان صنعتها معادلة الجيش والشعب والمقاومة"، مؤكداً أنه "لا يوجد مقاومة في العالم مثل مقاومة حزب الله في لبنان، تعمل المقاومة وتقدم التضحيات دون أن تقترب قيد أنملة من أخذ صلاحية من دولة أو جيش أو مؤسسات، في تماه وتعاون رائع ولصيق، لدرجة شعرنا معها أن المقاومة تعطي وتسير، والدولة تبني وتؤسس، وهما معا يشكلان حاضنة لبنان القوي في مواجهة الضعف، وفي مواجهة كل التحديات. وهذا النموذج هو الأمثل وهو الأفضل للبنان، ونحن موجودون في حكومة واحدة، وبانتخابات واحدة، وفي مواطنية واحدة ونحن مقاومة، وهذا لم يحدث ثغرة ولا أي خدش أو أي خلاف في علاقتنا مع الجيش اللبناني، فالحمد لله العلاقة جيدة ومتينة، هم أخوتنا وأحبتنا، ونحن معهم وهم معنا، لأننا معا مع لبنان، ومن كان مع لبنان ولم يكن مع مصالحه في محاولة قضم الجبنة له أو لعائلته أو لخصوصيته فلا تخف منه، هذا هو حزب الله مع الدولة اللبنانية ومع الجيش اللبناني".
ورأى أنه "لو فتشنا عن أفضل طريقة للتعاون بين المقاومة والجيش والدولة لما وجدنا أفضل من الأداء الذي يؤديه حزب الله في هذه المرحلة، ومن كان لديه اقتراح أفضل فليقدمه لنا، فأي نموذج أفضل من هذا النموذج الذي يحقق الخيرات والبركات"، مؤكداً أن "الجميع كان شريكا في معركة جرود عرسال، الجيش أدى دوره، والشعب أدى دوره، وأركان الدولة كانت لهم مساهماتهم في هذه المعركة، ولذا كان الانتصار للجميع".