ذكرت "الاخبار" انه في ظلّ إدراك "داعش" لحتمية خسارة المعركة في الجرود، يعاني التنظيم من تعدّد مصادر القرار، ما انعكس سلباً على محاولات التواصل الأخيرة بين ​الأمن العام​ اللبناني وقيادة التنظيم في الجرود، إذ يسعى الأمن العام للحصول على معلومات عن ​العسكريين المخطوفين​ وجس نبض الإرهابيين بالرغبة في الوصول إلى تسوية، لم تتضح معالمها بعد. وللغاية، أوفد الجانب اللبناني يومي الخميس والجمعة وسيطين للبحث في إمكانية تسوية وللحصول على معلومات عن العسكريين المخطوفين، إلّا أن قيادة التنظيم وتعدّد الآراء جمّدا المفاوضات التي لم تبدأ بعد. وفي هروب إلى الأمام من التفاوض، أبلغ ممثّلو "التنظيم" الذي خطف العسكريين اللبنانيين وقتل جنوداً في هجومه على ​عرسال​، المفاوضين، أنه "لا مشكلة لدينا مع ​الجيش اللبناني​، بل مع السوريين و​حزب الله​، ونحن لم نكن نريد هذه المعركة، والجيش اللبناني كذلك، لكن فرضها السوريون والحزب علينا وعلى الجيش".

لكنّ مصادر معنيّة قالت لـ"الأخبار" إن "المفاوضات قد تبدأ لاحقاً بعد بدء المعركة، وبعد أن يفهم التنظيم أنه لا حلّ إلّا بالتفاوض وإلا الموت المحتّم لمن يريد المواجهة". ولم تشر المصادر إلى الوجهة المحتملة لإخراج الإرهابيين، في حال تمّ الحديث عن تسوية، لكنّها أكّدت أن "هذا الأمر أوّلاً يتوقّف عند طلب التنظيم، ولاحقاً يتمّ البحث مع السوريين إن كانوا يوافقون"، رافضةً تشبيه الأمر بتسوية إخراج "النصرة" التي كانت وجهتها معروفة مسبقاً إلى إدلب. وأكّدت أن "أيّ تسوية مقبلة تخضع لتجاذبات كثيرة وأمامها الكثير من العقبات، والأهم أن نحصل على معلومات عن العسكريين المختطفين".