اعتبر مفتي الجمهورية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​، خلال خطبة ​عيد الأضحى​ بمسجد محمد الأمين وسط بيروت، أنه "في مكة المكرمة يجتمع الحجاج ليمثلوا كل اصناف المسلمين وكل بلدانهم وانه مشهد الاجتماع الاكبر يتحقق في هذا العيد العظيم"، لافتاً إلى "اننا اتباعاً الى دعوة النبي ابراهيم نحجّ سعياً لعبادة الله ونسألك الرحمة والتوفيق للأعمال الصالحة التي تتضمنها دعوة ابراهيم وسائر الانبياء والمرسلين".

وأشار دريان إلى أن "يومنا هذا هو يوم عيد والاعياد في الاسلام طاعة تأتي بعد الطاعة فعيد الفطر ارتبط بشهر رمضان شهر الصوم وعيد الاضحى ارتبط بمناسك الحج"، موضحاً أن "عيد الأضحى هو توأم عيد الفطر بذلك يصبح العيد احتفاءً بأداء المسلم فرائض دينه فالفرح فرح على الانجاز والاحتفاء هو احتفاء بقدرات المؤمنين على تقديم الغالي والنفيس لله".

ورأى دريان "اننا في زمن ابتلاء ومحنة ولا خروج منه الا بالصبر والعمل الصالح لخدمة الناس ومساعدتهم في الشدائد"، معتبراً أنه "يجب ان نتذكر في هذا اليوم ملايين الأشخاص الذين قتلوا في بلدانهم على ايدي الطغاة والمهجرين الذي خرجوا من ارضهم ظلماً".

وأشار إلى "اننا في زمن بلاء وشدة وفي زمن القابض على دينه وعلى صون أمته وحفظ بني قومه كالقابض على الجمر فلنعتصم جميعاً بالايمان والعمل الصالح لخدمة الناس".

ولفت دريان إلى أن "القدس والمسجد الأقصى يتعرضان لهجمة تهويدية شرسة من قبل العدو الاسرائيلي الصهيوني"، داعياً المسلمين إلى عدم ترك "قضيتكم الاساسية وهي قضية ​فلسطين​ واعلموا ان لا كرامة للعرب والمسلمين ما دامت ارض فلسطين محتلة".

وأكد أن "حب الوطن والعمل على عمرانه واستقراره هو عمل صالح بل هو في هذه الظروف ذروة الاعمال الصالحة لذا نقدر عمل ​الجيش اللبناني​ وسائر القوى الامنية في مكافحة الارهاب ونريد من اخواننا في الحج ان لا ينسوا وطننا من دعوتهم لتصحيح المسار"، موضحاً أن "الجيش اللبناني هو رمز الوحدة والسيادة واستقلاله وأمنه واستقراره وعلى اللبنانيين أن يقفوا صفاً واحداً بجانب الجيش القادر على حمايتهم من العدو الاسرائيلي والمجرم الارهابي".

وشدد على أن "مشروعنا سيبقى قيام الدولة كي يلجأ كل المواطنين في حاجاتهم وتطلعاتهم نحو دولتهم الوطنية"، لافتاً إلى أن "المواطنين جميعاً ملتفون حول الجيش والدولة لدحر الارهابي بكل انواعه الظاهر منه والمستتر للحفاظ على هوية لبنان العربية وعلى الالتزام الكامل بالسلم الاهلي".

وتقدّم دريان بأحر التعازي للمؤسسة العسكرية وأهالي العسكريين الذين قدموا ارواحهم دفاعاً عن لبنان، لافتاً إلى "اننا سنبقى الى جانب اهالي العسكريين في قضيتهم المحقة لمعرفة كل الملابسات المحيطة بهذا الملف".

وأوضح أنه "لدينا تحديات امنية واقتصادية وسياسية واستراتيجية التي لا تلقى الاجتهاد المنفتح والشفاف باجتراح الحلول والمخارج ونجد عشوائية غير محمودة في معالجة مسائل حساسة تتعلق بالعيش المشترك وعلاقة الدين والدولة وكل ذلك بغرض الحداثة واتباع العالم المتقدم".

وتساءل "أفيكون من الحداثة عدم التعطيل يوم الجمعة وتعطيل يوم السبت والتدخل في قانون العائلة وصلاحيات المحاكم الشرعية ولا يكون من الحداثة أن يكون لدينا كهرباء وان لا تتكدس النفايات في الشوارع؟"، مشيراً إلى أنه "لو كان هناك حرص على هذا العقد فأين الخسارة في التشاور وفي تبادل الرأي وفي العمل الجماعي لتحديد المصالح الوطنية والميثاقية".

وشدد دريان على أنه "سيبقى مطلبنا في ​دار الفتوى​ التعطيل يوم الجمعة فهذا مسار تاريخي وديني ووطني للدار وهذا المطلب ليس مطلباً طائفياً بل هو ديني وميثاقي نابع من مسيرة دار الفتوى التاريخية والدينية والوطنية "، مضيفاً "ليعلم الجميع ان التعطيل يوم الجمعة ليس موجهاً ضد شركائنا في الوطن بل مطلب اسلامي في مصلحة التماسك الوطني".