اشار مصدر أمني سوري رفيع المستوى لـ"الاخبار" الى ان "لبنان هو واجهة دمشق البحرية، وخطّ دفاعها الأوّل من الغرب، وإذا ما سقط البلد الصغير في أيدي أعداء سوريا، تصبح العاصمة في خطر وجودي"، واوضح إن "ما كان مطلوباً من الحدود اللبنانية هو شقّ سوريا إلى نصفين في حمص، وقطع طريق العاصمة إلى الساحل السوري بالتزامن مع التقدّم نحوها من الجنوب". لم يدم هذا المخطّط طويلاً، سريعاً "تدخل حلفاء سوريا في لبنان، ونفّذ ​الجيش السوري​ والمقاومة اللبنانية عملية مشتركة لإعادة السيطرة على ​مدينة القصير​". بدأ مسلسل تفكيك "الإمارة القاعدية" في حمص والقلمون في 2013، و"انتهت آخر فصوله قبل أيام في ​جرود القلمون​ الغربي".

ولفت المصدر إلى أن "لبنان اليوم، بعد القوّة التي أثبتتها المقاومة اللبنانية وحلفاؤها، من رئيس الجمهورية إلى رئيس المجلس النيابي والقوى الوطنية وتماسك ​الجيش اللبناني​ في مواجهة ​الإرهاب​، تحوّل إلى مصدر طمأنينة وأمان".

في السياسة، يرى السوريون ضعف فريق 14 آذار، أو ما تبقّى منه. "هذا الفريق استنفد دوره ولم يحقّق أي نتيجة، منذ اتهام سوريا باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وهم من فشلٍ إلى فشل"، وتابع المصدر: "هذا الفشل، يعكس يأساً من الدول الداعمة لهم بالتغلّب على تماسك علاقة سوريا بحلفائها اللبنانيين". الاستقرار السياسي اللبناني عاملٌ مهمّ أيضاً، تحرص دمشق عليه، متفهمّةً كيفية إدارة المقاومة للعبة الداخلية.

هل هناك تنسيق مع الجيش اللبناني؟ يتحفّظ المصدر عن الإجابة، لكنّه يؤكّد ما يؤكّده ضبّاط لبنانيون، عن استمرار مكتب التنسيق العسكري بعمله، وعن وجود ضباط سوريين في لبنان وضباط لبنانيين في دمشق، من دون أن يذكر تنسيقاً فوق العادة، في عمليّات عسكرية محدّدة.

وبانتظار إعادة العمل ب​معبر نصيب​ الحدودي مع ​الأردن​، يترقّب السوريون "استسلام الفريق المعادي لسوريا في لبنان، والخضوع لحاجة البلدين الاقتصادية والمعيشية، والخطوات الآيلة إلى تفعيل التبادل التجاري بين البلدين". إلّا أن هذا الأمر يفتح الباب أمام الحديث عن إعادة الإعمار، وعن دور لبنان في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.

يقول المصدر، إن "ورشة إعادة إعمار سوريا آتية لا محالة، وللبنانيين دور كبير فيها". هل يعني هذا تلزيم مشاريع لأطراف كانت أو لا تزال تعادي سوريا؟ يردّ المصدر بحزم: "لا يحلم أحدٌ ممن شارك بتدمير سوريا في المشاركة ببنائها، المسألة ليست سياسية فحسب، هناك دم سقط بسبب هؤلاء، ولا يستعاض عنه بمال أو إعمار".