لفت القيادي في "تيار المستقبل" النائب السابق ​مصطفى علوش​ إلى أنّ "الأساس بالنسبة إلى اللبنانيين يبقى أنّ المؤسسة الوحيدة الّتي بقيت ركيزة أساسيّة على مدى العقود الماضية هي مؤسسة ​الجيش اللبناني​، وهي ظلّت العمود الفقري لتماسك البلد، والمهمّات الّتي حملتها على عاتقها كانت شبه مستحلية في وطن منقسم بشكل واضح".

وأشار علوش، في حديث صحافي، إلى "أنّنا كلبنانيين، نعتبر أنّ لا بديل من الجيش كقوى مسلّحة وطنية مسؤولة عن الأمن، وهي مؤسسة شرعية. أمّا المؤسسات الأخرى فهي في أفضل الظروف موقتة، وقد تصل إلى تخريب الواقع وتدمير البلد وهذا هو الحال بالنسبة إلى "​حزب الله​"، منوّهاً إلى أنّ "لا شكّ أنّ البروباغندا الإعلامية لـ"حزب الله" نجحت في الايحاء بأنّ الجيش اللبناني اضطرّ إلى التنسيق مع "الحزب" ومع جيش النظام السوري. لكن كلبنانيين، علينا أن نستمع إلى البيانات الرسمية فقط ونعتمدها. أمّا البيانات الّتي تصدر عن ميليشيات ودول أجنبية فيجب أن نعتبرها أكاذيب إعلامية".

وأوضح أنّ "الفرق عمليّاً بين الجيش اللبناني والجيشين العراقي والسوري وجيوش المنطقة، أن تلك الجيوش عمودها الفقري الميليشيات المسلحة، كما أنّها تأتمر بأوامر موحّدة. أمّا الجيش اللبناني فلا يعترف بوجود الميليشيات وإن كان "حزب الله" على المستويين السياسي والدستوري أمراً واقعاً قائماً"، مركّزاً على أنّه "يجب أن نذكّر بكيفيّة الخروج من الواقع السيئ بوجود ميليشيات وعصابات مسلحة بمستوى "حزب الله"".

وحول كيفية ردّ الإعتبار للجيش اللبناني بعد كلّ ما حصل، شدّد علوش على أنّ "الجيش ليس قوّة مستقلّة، بل هو مرهون بالخيارات السياسية للدولة. والمسؤول عن هيبة الجيش هي الدولة سواء كانت الحكومة أو رئيس الجمهورية الّذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وليس قيادة الجيش أو عناصره".

وبيّن أنّ "في مرحلة سابقة خلال ​الحرب الباردة​، كان ​الإتحاد السوفياتي​ يتحكّم من خلال جيوش عقائدية مرتبطة بالمنظومة الشيوعية بمساحات واسعة في العالم وفي ظلّ توازنات محدّدة. ​إيران​ هي أضعف بكثير من الإتحاد السوفياتي، وعقيدتها مرتبطة بمنطق أو جزء من منطق الإثني عشرية الشيعية، لذلك هي استطاعت أن تستمرّ بقضيتها المحدودة بأعداد الناس الّذين يمكن أن يؤمنوا بما تقوله إيران عن ولاية الفقيه وانتظار عودة المهدي"، مشيراً إلى أنّ "المنظومة الدولية الكبرى الّتي تتألّف من ​الولايات المتحدة الأميركية​ و​روسيا​ وبعض الدول الأخرى، فما كانت لتسمح لهذه المنظومة ان تستمرّ وتأخذ مداها لولا أنّها تخدم مصالح تلك الدول في شكل من الأشكال".