أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​نواف الموسوي​، خلال الإحتفال التكريمي الّذي أقامه "​حزب الله​" لمصطفى نعنوع في حسينية بلدة طيردبا الجنوبية، إلى "أنّنا عندما كنّا نقول إنّنا نعمل من أجل دحر إسرائيل عن أرضنا، كان ثمة من يقول إنّكم تطلبون أمراً مستحيلاً، ولكن بعون الله والتصميم وجهاد المجاهدين واحتضان أهلنا ومحبّتهم وصبرهم وصمودهم في مواجهة العدو، تمكنّا أن ندحره عن معظم الأراضي الّتي كانت محتلة، وكسرنا قدرته العدوانية في عام 2006، ولا زلنا حتّى الآن بفعل هذه المحبة الّتي يكنّها أهلنا في صدورهم للمقاومة"، لافتاً إلى "أنّنا نعدّ العدّة الّتي تمنع العدو من اتخاذ قرار بشنّ العدوان على ​لبنان​"، منوّهاً إلى أنّ "عندما بدأت الأزمة في ​سوريا​، كان العالم بأجمعه يكاد يقول إن عمر النظام يعدّ بالأشهر بل بالأيام والساعات، وعندما اضطررنا أن ندافع عن مقدّساتنا، ثمّ أن نقاتل العدو التكفيري الّذي أعلن صراحة أنّ اليوم سوريا وغداً لبنان، كان الكثير في العالم يظن أنّنا نحاول مستحيلاً، لأنّ النظام سوف يسقط سواء قدّمنا التضحيات أو لم نقدم، وأنّنا لن نستطيع أن نقف بوجه الأميركان وغيرهم من الدول الـ72 الّتي سُمّيت بأصدقاء سوريا، من بينهم دول عظمى وأخرى إقليمية، وكان حتّى من هو صديقنا يشكّ في أنّنا قادرون على صدّ هذه الهجمة".

وبيّن الموسوي، أنّ "بالإتكال على رب العالمين، وبإخلاص شبابنا المجاهدين وتفاني شهدائنا، تغيّر مسار المعركة في سوريا، وتحوّلت من مرحلة كانت تعدّ فيها الدقائق لإسقاط دولة المقاومة في سوريا، إلى مرحلة أصبح محور المقاومة على امتداده الجغرافي مع حلفائه، هو صاحب اليد الطولى في هذه المنطقة، بل إن التوازنات الدوليّة بعد ما حصل في سوريا، لم تعد هي التوازنات الدولية الّتي كانت قبل ما حصل في سوريا".

وأكّد أنّ "المقاومة أصبحت اليوم هي عنوان من يريد أن يدافع عن استقلال قراره ويحمي شعبه، لا سيما من عدوان الإدارة الأميركية الّتي إن صحّ تسمية أحد بأنّه قائد مجنون، فإنه يجدر بالإدارة الأميركية أن تسمّى قيادة مجنونة، وذلك من خلال النظر إلى السياسات العدوانية الشرسة الّتي تعتمدها ضدّ أي بلد لا يقع تحت هيمنتها"، موضحاً أنّ "في ​فنزويلا​، هناك إرادة حرّة لدى شعب لا يريد أن يكون تابعاً للإرادة الأميركية، فههدّته بالغزو، فكان ردّه اعتماد أسلوب المقاومة، وبالتالي لم يعتمد الرئيس الفنزويلي على الجيش فحسب، وإنّما قام بتسليح 200 ألف شاب من شعبه لكي يكونوا قادرين على مقاومة الغزاة والمحتلين إن تمكّنوا من الدخول إلى فنزويلا"، مشيراً إلى أنّ "اليوم، حين تواجه جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بالتهديدات المجنونة من جانب الإدارة الأميركية، ترى أنّ سبيلها إلى وقف العدوان الأميركي عليها هو بأن تراكم قوة صاروخية تشكّل نوعاً من توازن الرعب يحول دون قيام القوات الأميركية باجتياح ​كوريا الشمالية​ أو بالقضاء عليها أو بقصفها، وهذا ما يحصل الآن، حيث أنهّم يعتمدون أسلوب المقاومة، وبناء القوة الذاتية دون حدود، وهو الّذي يؤدّي إلى منع العدوان"، منوّهاً إلى أنّ "لذلك، نجد أنّ هذه المقاومة ما عادت نهجاً معزولاً ينتهجه بعض في هذه المنطقة، وإنّما صارت عنواناً للمواجهة السياسيّة والميدانية في أي مكان من العالم".

وركّز الموسوي، على "أنّنا اليوم نستمتع بالإنتصارات الّتي تتحقّق، والّتي بسببها يعاني أعداؤنا وخصومنا من تقرّحات في أجسامهم كافّة، فمنهم من يتقرّح قلبه ومنهم من تتقرّح حناجره بسبب اضطراره إلى إطلاق صيحات الحقد على المقاومة، ولكن كلّ هذه الأصوات لا تغيّر من الحقائق الميدانية، فجرود لبنان الّتي كانت محتلّة أصبحت اليوم محرّرة، وبالتالي فإنّ الكلام لا ينفع على الإطلاق، لا سيما وأنّ هذه ​المجموعات التكفيرية​ الّتي كانت تشكّل الجيش السري لبعض القوى السياسية في لبنان والمنطقة، قد قضينا عليها، ومن يريدها عليه أن يلحق بها إلى ​دير الزور​ أو إلى إدلب".

وأوضح أنّ "بالرغم من هذا كلّه، هناك من يحاول المسّ بأخلاقيتنا في التعامل مع العدو، ومطالبتنا بالتصرّف مع تنظيم "داعش" من خلال القضاء على الأسرى والسبي وغيرها، ولكنّنا انتصرنا مرّة أخرى من خلال سلوكنا المحمدي العلوي، إذ قدّمنا نموذجاً لم يهزم "داعش" و"​جبهة النصرة​" وجميع المجموعات التكفيرية في الميدان، وإنّما هزمها أيضاً على مستوى المثال والفكرة، وانتصرنا على "داعش" و"النصرة" ليس بأسلوبهما، وإنّما بأسلوب علي بن أبي طالب الّذي لم يكن يجهز على جريح أو يلحق بهارب، وبالتالي نحن انتصرنا أخلاقيّاً كما انتصرنا ميدانياً".

ولفت الموسوي، إلى أنّ "المفقرعات الصوتية الّتي على ما يبدو لم تكفِ، لن تستطيع من أن تغيّر حقيقة الواقع الّذي يقول إنّنا انتصرنا، وعلى ما يبدو أنّ أصوات البعض في لبنان لم تُخف أحداً أو تؤثّر على المعنويات، فاضطروا إلى الاستعانة بالأصيل بدلاً من الوكيل، فلم يجدوا وسيلة للمسّ بمعنويات اللبنانيين إلاّ من خلال هذه المفقرعة الصوتية الّتي قام بها ​الطيران الحربي الإسرائيلي​ فوق ​مدينة صيدا​. ولكن ما الذي تغيّر، فهذه مفقرعة صوتية كما غيرها من المفقرعات، وما شاء الله عندما ينجح أولادنا تستخدم مفقرعات أعلى صوتاً من هذه المفقرعة الّتي حصلت في مدينة صيدا".

ونوّه إلى أنّ "إذا كانو يعتبرونها حرباً نفسية، فإنّنا نقول لهم بأنّنا نحن أسياد الحرب النفسية الصادقة على يد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد ​حسن نصر الله​، وبالتالي فإنّ هذه المفقرعة لن تقدّم أو تؤخّر في حقيقة أنّنا نواصل الإستعداد لمنع العدو الإسرائيلي من أن يتّخذ قراراً بالعدوان على لبنان، لا سيما وأنّ هدفنا ليس فقط أن نحبط ونهزم العدوان إذا حصل، بل هدفنا أن نمنع وقوع العدوان، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلاّ عندما نُشعر الإسرائيليين أنّ بوسعنا أن نلحق بهم أذىً بالغاً في ما لو اتّخذوا قرار الحرب على لبنان"، مشيراً إلى أنّ "هذا لا يحصل بالكلام والتهديدات الجوفاء الفارغة، بل ببناء الترسانة وبتدريب المقاتلين"، مبيّناً "أنّهم ظنّوا أنّ قتالنا في سوريا انتحار وسوف يضعف "حزب الله"، فإذا هم يعترفون أن قتالنا في سوريا قد مكّننا من إيجاد نخبة مقاتلة لم يسبق أن وجدت من قبل، حيث أنّها تقاتل في جميع الظروف، في الصيف والثلج والحر".