عبّر الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة رينه معوض"، ​ميشال معوض​، عن فخره وسعادته بالمشاركة في هذا الحفل وبالشراكة الفاعلة مع ​الاتحاد الاوروبي​، ومشاركة التجربة الناجحة التي خيضت في اردة، حرف أردة، بيت عوكر وبيت عبيد، من خلال مشروع "نحو استهلاك للطاقة المستدامة في المجتمعات المحلية المختارة من شمال لبنان"، بالشراكة مع بلدية أردة، والذي تنفذه "مؤسسة رينه معوض" بنجاح وبلغت كلفته مليون و44 ألف يورو وموله ​الاتحاد الأوروبي​ ضمن إطار مشاريع SUDEP بنسبة 80% فيما مولت المبلغ المتبقي "مؤسسة رينه معوض".

وشدد معوض خلال اختتام "مؤسسة رينه معوض" ضمن إطار "المشاريع التبيينية الحضرية المستدامة SUDEP" الممولة من الاتحاد الاوروبي مشروع "نحو استهلاك للطاقة المستدامة في المجتمعات المحلية المختارة من شمال لبنان" في حفل حاشد برعاية وزير الطاقة والمياه المهندس سيزار ابي خليل، اقيم في فندق رويال – ضبية، على ان للمشروع 3 أبعاد، البعد الاول هو البعد البيئي المتعلق بنشر الوعي حول كيفية ترشيد استهلاك الطاقة. وأسف في هذا الاطار "لانه تربينا في مجتمع وفي بلد ثمة ثقافة منتشرة فيهما عن رمي النفايات من السيارة، والاسراف في استخدام الطاقة في المنزل حتى لو لم نكن بحاجة اليها من كهرباء ومياه الى جانب قطع الاشجار للتدفئة ورمي المجارير والمياه المبتذلة في البحر او النهر... واردف: "غاباتنا انقرضت، بحرنا تلوث الى درجة لم يعد من الممكن السباحة فيه، مدننا وبلداتنا وقرانا تلوثت وحتى هواءنا تلوث"، مشيرا الى "اننا دفعنا ثمن هذه العادات السيئة غالياً في حياتنا، من ثرواتنا الطبيعية، من بيئتنا ومن ​اقتصاد​نا، وكذلك من صحتنا بسبب الأمراض التي تصيبنا وبالتالي فإن أقل واجباتنا ان نعيد تثقيف مجتمعنا حول المفاهيم البيئية الاساسية ومنها أهمية ترشيد استهلاك الطاقة".

وشرح ان المشروع "نفذ في اردة، اي على ضفاف نهر رشعين، حيث ان الكثيرين يعرفون كم عانينا ولا زلنا نعاني بسبب تلوث النهر الذي لا يضر فقط بصحة الاهالي انما ضرب اقتصاد المنطقة المبني على ​الزراعة​ والسياحة على ضفاف النهر"، مؤكداً انه "بفضل المؤسسات المانحة وبفضل تعاون الوزير الصديق ​سيزار أبي خليل​ معنا، أمّنا التمويل واستطعنا وضع الحل على السكة وسيبدأ التنفيذ قريباً".

اما البعد الثاني، كما اكد معوض، فهو البعد التنموي، "اذ انه ليس فقط البلدية توفر الاموال من فاتورة الكهرباء لديها، بل لأنه يتم تأسيس نموذج تعاون ثلاثي بين المؤسسات الدولية المانحة التي تمتلك القدرات من جهة اولى، كالاتحاد الاوروبي في هذا المشروع، وبين مؤسسات ​المجتمع المدني​ مثل "مؤسسة رينه معوض" التي تضع خبرتها وقدراتها لتنفيذ هذه المشاريع، وبين السلطات المحلية الممثلة بالبلديات التي هي افضل من يعرف حاجات مجتمعها ويجب ان تصبح اساساً في السياسات الانمائية في لبنان". واعتبر ان هذا التعاون الثلاثي لا يلغي دور الدولة المركزية بل على العكس فهذا المشروع لم يكن لينجح لولا تعاون ​وزارة الطاقة​ ورعاية الوزير اكبر دليل على انه يعرف اهمية اللامركزية والاعتماد على البلديات لتحقيق الإنماء.

معوض اشار الى ان البعد الثالث هو البعد الاجتماعي الشامل اذ ان احترام ​البيئة​ ليس امتيازاً حصرياً لمجتمعات وحكومات الدول الغنية بل على العكس تماما فإن احترام البيئة هو أساس للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام بكل المجتمعات، والدليل هو هذا المشروع.

واوضح ان "اهمية المشروع لا تكمن فقط بما جرى ويجري تنفيذه في اردة، وحرف أردة بيت عوكر وبيت عبيد، ولا بالمستفيدين المباشرين الذين يصل عددهم الى 4000 شخص، بل ان اهميته تأتي من انه يشكل نموذجا للتعميم ضمن اطار استراتيجية وطنية يجب ان نضعها سويا". واردف: "اهميته بوجودنا كلنا هنا، الاتحاد الأوروبي من الجهات المانحة ووزارة الطاقة وأكثر من 250 بلدية وممثلين عن مصرف لبنان الذي يقدم برامج لتمويل مشاريع الطاقة البلدية، الجميع هنا لان هذا المشروع يشكل نموذجا نريد البحث عن كيفية تعميمه في لبنان، نريد تعميمه عبر البلديات و​القطاع الخاص​".

وختم معوض شاكراً "الاتحاد الاوروبي الذي يجمعنا به وبجميع دوله الكثير الكثير، بدءاً بالمبادئ والقيم الانسانية التي تشكل تراثا مشتركاً، مروراً بإصرار الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على استقرار لبنان بدءًا من الجنوب عبر مشاركة عدد من دول الاتحاد بقوات اليونيفيل، وبدعم الاتحاد للمؤسسات الدستورية والأمنية والعسكرية الشرعية بلبنان، وصولا لمساهمته الفاعلة بالعمل الإنمائي بلبنان، وما نقوم به اليوم نموذج وعينة عن هذا الدعم". وشكر كذلك "وزارة الطاقة ممثلة بمعالي الوزير على كل الاهتمام والمجهود اللذين تقومان به معنا، وكذلك بلدية اردة على كل التعاون لتنفيذ المشروعوالحماس الكبير لانجاحه، ولن انسى شكر اكثر من 250 بلدية موجودة معنا اليوم وآمل حصول تعاون في المستقبل القريب، لان "مؤسسة رينه معوض" كما عوّدتكم، كسرت وستظل تكسر كل الحواجز المناطقية والطائفية والسياسية لخدمة الانسان اللبناني أينما كان في لبنان، كي يبقى اللبناني بأرضه".

​​​​​​​