اكد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، أن "القادة العرب الذين التقاهم منذ انتخابه رئيسا للجمهورية اكدوا تمسكهم بالوجود المسيحي في ​الدول العربية​ وفي ​لبنان​ الذي ظل ينعم بالاستقرار طوال فترة الحرب التي اندلعت في ​سوريا​ على رغم الخطابات الملتهبة احيانا التي كانت تصدر عن بعض السياسيين اللبنانيين من هذه الجهة او تلك، الا اننا نجحنا في الحفاظ على الوحدة الوطنية"، موضحا أن "الانتشار اللبناني يعد بالملايين من المسيحيين والمسلمين على حد سواء ولكننا حاليا نعاني من وضع اقتصادي نعمل بالطبع على تحسينه. ونحن ندعو اللبنانيين للعودة وايجاد فرص العمل في بلادهم".

وفي حديث لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، تطرق الرئيس عون الى التفاهم الذي وقعه مع الامين العام لـ"​حزب الله​" السيد ​حسن نصر الله​، مشيرا الى أنه "في التفاهم نقاط عدة اولا، ان على اللبنانيين ان يعالجوا مشاكلهم الداخلية عن طريق الحوار، وفقط عن طريق الحوار، في جو من الشفافية والصراحة. ثانيا: ان الديمقراطية التوافقة يجب ان تعود اساسا للنظام السياسي في لبنان . ثالثا: ان الافرقاء في الاتفاق يلتزمون باحترام كل مادة من مواد ومبادىء ​الدستور اللبناني​ والميثاق الوطني الذي منذ العام 1943 ينص على اعتبار رئيس الدولة مسيحيا مارونيا ورئيس الحكومة مسلما سنيا ورئيس مجلس النواب مسلما شيعيا"، لافتا الى أن "حزب الله عدل في خطه السياسي واكد احترامه السيادة اللبنانية. والسيد نصر الله قال ذلك في احد خطبه بان حزب الله تراجع عن مشروع انشاء جمهورية اسلامية في لبنان. وان ​القانون الانتخابي​ الذي تم اعتماده والقائم على النسبية يضمن تمثيلا عادلا للجميع. كما اننا نجحنا في حماية لبنان من قوة تأثير المال في السياسة اللبنانية وسمحنا للبنانيين في الخارج بممارسة حقهم في الاقتراع. هذا كله تم واصبح بامكانهم الاقتراع ابتداء من 2022".

وعن ​حرب تموز​، أكد الرئيس عون أن "هذه الحرب كانت نتيجة حادث وقع على الحدود تطور نتيجة خطأ في ردة الفعل ال​اسرائيل​ية. وتقولون لي ان حزب الله يومها انتهك حدود الكيان الاسرائيلي، هذا ممكن ولكن ان حوادث من هذا النوع تتم بصور متكررة. ومنذ ايام عدة خرقت الطائرات الحربية الاسرائيلية جدار الصوت فوق صيدا منتهكة بذلك المجال الجوي اللبناني"، مؤكدا أنه يتواصل مع السيد نصرالله عندما يرى ذلك ضروريا "ولكن ليس هناك لقاءات مباشرة منذ انتخابي رئيسا للجمهورية".

وشدد على أن "حزب الله لا يستخدم اسلحته في السياسة الداخلية، وهذه الاسلحة ليست الا لضمان مقاومتنا للكيان الاسرائيلي الذي لا يزال يحتل جزءا من ارضنا وهي نحو 30 كلم مربع في ​مزارع شبعا​ رافضا تطبيق واحترام قرارات الشرعية الدولية ومنها ما ينص على حق عودة الفلسطينيين الى ارضهم والذي لجأوا الى لبنان ابان حرب 1948"، جازما أنه "لا يمكننا ان نمنع حزب الله من سلاحه طالما ان اسرائيل لا تحترم قرارات الشرعية الدولية وقرارات ​مجلس الامن​ وقرارات ​الامم المتحدة​. ان اسرائيل سيكون لها الحق ساعتئذ في ان تشن الحرب كيفما ومتى تشاء في حين ان الاخرين ليس لهم الحق في الحفاظ على سلاحهم للدفاع عن انفسهم؟ لا ان هذا غير مقبول".

وأكد الرئيس عون "أننا نعمل على دعم ​الجيش اللبناني​ لحماية البلاد وجميع اللبنانيين. اما بالنسبة الى السلام في المنطقة، فيجب ان يكون مستندا على الحق ويجب ايجاد حل للمسألة الفلسطينية"، متسائلا: "لماذا لا يتم القبول بحل الدولتين؟ ان هذا الامر يرتبط باسرائيل التي لا تزال تستخدم دباباتها وطائراتها".

واوضح ان "الاستراتيجية اللبنانية حيال الحرب في سوريا هي الحفاظ على حدودنا اللبنانية لحماية انفسنا من ​الارهاب​ والنأي بالنفس عن المسائل السياسية الداخلية لسوريا". وعما تمثله ​فرنسا​ للبنانيين، فلفت الرئيس عون الى "أننا مدينون لفرنسا بالكثير، مدارسنا وجامعاتنا الفرانكوفونية ورهبانياتنا الدينية يعملون كثيرا ويتبعون المبادىء والمناهج الفرنسية. اننا بلد فرانكوفوني وفخورون بذلك، لافتا الى انه سيتحدث مع الرئيس ​ايمانويل ماكرون​ في مواضيع عدة وانه سيطلب منه ان يضاعف التعاون الثقافي والاداري والعسكري بين لبنان وفرنسا.

وردا على سؤال حول مصير اتفاقية "دوناس" التي تم التفاوض بشأنها مع الرئيس الفرنسي السابق ​فرانسوا هولاند​ التي كانت تلحظ تسليم اسلحة فرنسية الى الجيش اللبناني بتمويل من المملكة العربية السعودية بقيمة اربعة مليارات ​دولار​، قال: "لقد عادت المملكة العربية السعودية عن توقيعها ولم تطبق هذه الاتفاقية"، كاشفا انه سيتحدث مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مواضيع عدة وانه سيطلب منه ان يضاعف التعاون الثقافي والاداري والعسكري بين لبنان وفرنسا.