أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ ​سلسلة الرتب والرواتب​ حقّ ولذلك يجب تأمين وارداتها، مشيراً إلى أنّ التسوية التي تمّ التوصل إليها بين الرئيس ​ميشال عون​ والرئيس ​نبيه بري​ أفضت بشكلٍ أو بآخر إلى الاتفاق على التعديلات التي ستحصل على نوعية ​الضرائب​ وكيفية جبايتها.

وفي حديث إلى تلفزيون "الجديد" ضمن برنامج "الأسبوع في ساعة" أداره الإعلامي ​جورج صليبي​، لفت أبو فاضل إلى أنّ قطع الحساب يجب أن يحصل على السنوات الاثنتي عشر السابقة، وهو ليس مرتبطاً فقط بقضية ما بات يُعرَف بالـ11 مليار، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر هو ما يسعى إليه رئيس ​لجنة المال والموازنة​ النائب إبراهيم كنعان، ووزير المال ​علي حسن خليل​.

ولاحظ أبو فاضل، في سياق متصل، أنّ النائب ​أيوب حميد​ امتدح في الخطاب الذي ألقاه في المسيرة المركزية ل​حركة أمل​ لمناسبة ذكرى عاشوراء في ​الضاحية الجنوبية​ ل​بيروت​ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون علناً هذا الموضوع، متمنيًا أن يشمل التقارب الجميع.

المستفيد الأول من التسوية

وجدّد أبو فاضل رفضه على اعتبار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "بيّ الكل"، مشيراً إلى أنّه يفضّل توصيفه بأنّه "عماد الوطن". وأوضح، رداً على سؤال، أنّ رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ هو الذي يحتاج دائمًا للتسوية، التي لم تكن لتدخل حيّز التنفيذ لو لم يسر بها بانتخاب العماد ميشال عون، مشيراً إلى أنّ هذه التسوية هي التي تضمن للحريري، في حال بقائها سارية المفعول، أن يبقى رئيسًا للحكومة طوال عهد الرئيس عون.

وشدّد أبو فاضل على أنّ المستفيد الأول من عدم سقوط التسوية هو الرئيس سعد الحريري، مؤكّداً أنّ الرئيس ميشال عون سوف يستمرّ بنهجه لأنه رئيس هذا الوطن وعماد الوطن، مذكّراً في المقابل بأنّ الرئيس سعد الحريري أتى بالعماد عون رئيساً للجمهورية بعدما طرحه الأمين العام ل​حزب الله​ السيد ​حسن نصر الله​، مشيراً إلى أنّ المصلحة الرئيسية للحريري هي بالتالي بالحفاظ على العماد عون وليس العكس.

شروط التسوية تغيّرت

وأكد أبو فاضل، في سياق متصل، أنّ التسوية لا تزال قائمة ولكن شروط تنفيذها تغيّرت، مشيراً إلى أنّ ميزان القوى في المنطقة عند إبرام التسوية كان مختلفاً عن الواقع اليوم، ولفت إلى أنّ هناك انتصاراً تحقّق على الأرض في ​سوريا​ وفي المنطقة يجب أن يترجم على الأرض.

وفيما لم ينكر أبو فاضل أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري هو رأس المعتدلين في لبنان، كشف أنّ الأخير كان على علمٍ باللقاء بين وزير الخارجية ​جبران باسيل​ ونظيره السوري ​وليد المعلم​ على هامش اجتماعات ​الجمعية العامة للأمم المتحدة​ في ​نيويورك​، وأنّ باسيل اتصل بالحريري قبل اللقاء وأبلغه بنيّته عقد هذا اللقاء.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ خير دليل على ذلك أنّ الرئيس سعد الحريري لم يطرح هذا الموضوع على طاولة ​مجلس الوزراء​، ولفت إلى أنّه حرصاً منه على الحكومة لم يقبل الرئيس الحريري أن يُطرح هذا الحكومة داخل مجلس الوزراء، كما أنّ الوزراء الآخرين التزموا بهذا الأمر ولم يدلوا بأيّ تصريحاتٍ من شأنها تهديد وضع الحكومة.

"ضربة معلم"

وفيما نوّه أبو فاضل بانتخاب رئيس مجلس نواب مسيحي في سوريا هو حمودة صباغ، قارئاً في الأمر ظاهرة مهمة جداً وانتصاراً لمفهوم الدولة القوية وفسيفساء ​الشعب السوري​، أوضح أنّ الاعمار في سوريا بدأ يحكى فيه لأن المناطق المدمرة التي تحررت من داعش والتي تحصل فيها مصالحات سوف تبدأ إعادة إعمارها، إلا أنّه شدّد على أنّه لا يمكن للبنان الذي لا يتكلم مع سوريا أن يشارك بإعادة الاعمار، وبالتالي فإنّ الحكومة السورية لن تسمح للشركات التي ساهمت في تدمير سوريا أن تستفيد من إعادة إعمارها.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ العلاقة اللبنانية السورية يفرضها الواقع والجغرافيا، مذكّراً بأنّ قوى 14 آذار هي التي طالبت بالسفارة، والسفير ​علي عبد الكريم علي​ موجود، مشيراً إلى أنّه يجب أن يكون هناك تواصل جدي بين الحكومتين اللبنانية السورية لتأمين عودة ​النازحين السوريين​ إلى ديارهم ومعالجة هذا الموضوع الذي بات يشكّل عبئاً على لبنان، مشدّداً على أنّ المطلوب اليوم الضغط على النازحين السوريين ليعودوا إلى سوريا.

ورداً على سؤال آخر، رأى أبو فاضل أنّ "الوزير جبران باسيل ضرب ضربة معلم وطلب الاجتماع بوليد المعلم في ​الأمم المتحدة​ وهي منبر دولي وفي أعلى قمة في العالم"، مشدّداً على أنّ الوزير جبران باسيل رئيس ​الدبلوماسية اللبنانية​، وما فعله لا يخرج عن إطار صلاحياته، وتحدّث في المقابل عن معركة على موقع ​رئاسة الحكومة​، وقال: "موقفنا واضح أنّ الرئيس الحريري هو من المعتدلين و​تيار المستقبل​ تغيّر نهجه".

تواصل بين جعجع وفرنجية

ورداً على سؤال آخر، لفت أبو فاضل إلى أنّ السعودية تسعى لتمسك المزيد من الأوراق، وذلك في إشارة إلى الحركة السعودية الجديدة باتجاه لبنان، واللقاءات التي جرت مع كلّ من رئيس حزب ​القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ ورئيس ​حزب الكتائب​ النائب ​سامي الجميل​، وهي لقاءات يتوقع أن توسّع في المرحلة المقبلة، خصوصًا عشيّة الانتخابات النيابية، إن حصلت.

ورأى أبو فاضل أنّ من أقرّوا ​قانون الانتخاب​ ندموا بشكل أو بآخر عليه، لافتاً إلى أنّ الكتل الأساسية ولا سيما ​التيار الوطني الحر​ وتيار المستقبل وجدوا أنفسهم متضرّرين من هذا القانون، وأشار إلى أنّ حزب الله وحركة أمل قادران على الفوز في مناطقهما، لأنّهما إذا حصلا على 70 بالمئة من الأصوات فإنّ الآخرين لن يكونوا قادرين على الحصول على الحاصل الانتخابي.

وفيما لفت أبو فاضل إلى أنّ رئيس ​حزب القوات اللبنانية​ يسعى لخوض المعركة منفردًا على صعيد كلّ لبنان، أشار إلى أنّ هناك تواصلاً قويًا جدياً بين النائب سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع وإمكانية تحالف انتخابي بين الجانبين في الشمال، إلا أنّه أكد أنّ الوزير جبران باسيل سيكون قادراً على الفوز في ​البترون​، لافتاً إلى أنّه لن يكون منفرداً، مشيراً إلى أنّ الانتخابات مصالح في النهاية.

السلطة لا تلغي نفسها

ورأى أبو فاضل أنّ السلطة لا يمكن أن تلغي نفسها، وبالتالي فلا يمكن أن تجري السلطة انتخابات تخسر فيها، مع أنّه أشار إلى أنّه على الصعيد الشخصي مع إجراء الانتخاب بموجب القانون الجديد كونها ستأتي بوجوه جديدة إلى ​المجلس النيابي​.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الانتخابات اللبنانية مرتبطة بانتخابات نيسان في ​العراق​، ولذلك فهناك اهتمام سعودي وإيراني بها، مؤكداً أنّ هناك أموالاً انتخابية ستأتي من الجانبين، ولكنّه لفت إلى أنّه لن يكون هناك بطاقة ممغنطة، متوقّعاً أن يتمّ الذهاب للتسجيل المسبق، معتبراً أنّ الصوت التفضيلي خطير.

وأكد أبو فاضل أنّ أحداً لا يتبنى قانون الانتخاب الجديد، لكنّ أحداً لا يجرؤ أيضاً على المبادرة لفرطه، مشيراً إلى أنّ جميع الفرقاء لن يتردّدوا لحظة في حال وُجِدت فرصة لتغييره أو للعودة للقانون الانتخابي الأكثري.

التيار والقوات يتفرّقان

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ النائبين ​وليد جنبلاط​ و​طلال أرسلان​ قد يتفرّقان في الانتخابات، إلا أنّه لفت إلى أنّ اتفاقهما وانخراطهما في تفاهم شامل في الجبل مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية قد يكون أهمّ، لأنّه يضمن فوزهم، إذ إنّ أيّ لائحة منافسة لن تستطيع تأمين الحاصل الانتخابي.

من جهة ثانية، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ التيار والقوات سيكونان في لوائح متفرّقة، وأشار رداً على سؤال إلى أنّ الوزير باسيل يأخذ موقعه في القيادات المسيحية ما يؤدي لالتباسات ومشاكل في الخارج، وهو يأخذ دوره في الحياة السياسية.

وتحدّث أبو فاضل عن خلافات شخصية بين الوزير باسيل والدكتور جعجع من جهة والنائب فرنجية من جهة ثانية، منبّهاً إلى أنّه إذا استمرت الأمور على هذا الشكل، سيذهب فرنجية وجعجع إلى اتفاق في الشمال انطلاقاً من المصلحة الانتخابية.

لا مصلحة لأحد بإسقاط الحكومة

وخلص أبو فاضل إلى أنّ الحكومة باقية و​العلاقات اللبنانية السورية​ سلكت طريقها، بل ستصبح "أوتوستراد" بعد بعض الوقت، مشدّداً على أنّ هذا الموضوع لن يسقط الحكومة.

وإذ لفت أبو فاضل إلى أنّ لا مصلحة لأحد بإسقاط الحكومة في هذه المرحلة، جدّد القول أنّ الرئيس سعد الحريري هو صاحب التسوية بالعودة لرئاسة الحكومة، مقللاً من شأن كلّ الكلام عن أن هذه الحكومة سوف تسقط.