اشار رئيس "​مؤسسة الصفدي​" النائب ​محمد الصفدي​ الى ان "من أبرز المشاكل ظهرت قضية الشباب العاطلين عن العمل والذين يعيشون حياتهم بدون هدف ويستغلون من الغير لغياب الإمكانيات لديهم، فأتى التركيز على إحياء قلب ​طرابلس​ الإقتصادي بتأهيل هؤلاء الشباب ليحصلوا على عمل يعيد لهم إحترام الذات ويصبحوا بالتالي عنصراً فعالاً في مجتمعهم يعطي ولا يأخذ".

وفي تصريح له خلال تفقده الأعمال الجارية في "معهد الصفدي للتأهيل الفني المعجّل" في طرابلس لفت الصفدي الى ان "بهدف تحقيق ذلك، وجدنا ان التأهيل المهني المعجّل يساعد الشباب على احتراف مهنة في وقت أسرع من المهنيات الموجودة، مستهدفين بذلك الشباب الذين لم يحصّلوا كامل تعليمهم المدرسي خصوصًا ان نتائج التقييم التشاركي الذي أجريناه أظهر ان هناك أكثر من 19 بالمئة من الشباب تركوا المدرسة قبل بلوغ سنّ الـ 15، كما ان هناك شباب في المنطقة لا يعرفون حتى القراءة والكتابة في يومنا هذا". وأوضح ان "الهدف السريع من هذا المشروع هو مساعدة هؤلاء الشباب على تعلّم مهنة، وبعد خضوعهم للتدريب النظري والعملي أن يحصلوا على عمل في منطقتهم من خلال مشروع آخر وضعناه ضمن برنامج "اعادة احياء طرابلس القديمة"، والذي يقوم على تأهيل منازل في طرابلس القديمة، مما يعود بالنفع المادي على الشباب ويساهموا بإحياء منطقتهم بأنفسهم والنهوض بها".

ورأى ان "الهدف الثاني من انشاء المعهد هو تأمين التدريب في الشقّ العملي للمتخريجين من معاهد ومدارس ​التعليم المهني​ الرسمي، والذين غالبًا ما يفتقرون الى التطبيقات والخبرة العملية بعد تخرجهم" كاشفًا عن "التنسيق مع وكالة التعاون الدولية الألمانية GIZ التي ستقدّم دروسًا تطبيقية للمتخرجين"، مشيرا الى ان "المعهد سيعيد ل​لبنان​ي دوره في مجال ​البناء​ والذي تراجع في الآونة الأخيرة بالإضافة الى تأمين تدريبات في مجالات التبريد والتدفئة وغيرها من المهن التي ستؤمن فرص العمل" مشيرًا الى ان "للمشروع تكملة، تبدأ بإعادة تأهيل المناطق المحتاجة، وتستكمل بالإستفادة من خبرات الشباب في مجالات عديدة ومنها التلحيم لأن المنطقة ستشهد قريبًا على انشاء خطوط للغاز والبترول"، لافتًا الى ان "التدريب في المعهد سيبدأ على مهن في مجال البناء ويتطوّر الى تقديم مهن فنيّة متطوّرة تستدعي العمل على الآلات الإلكترونية واستخدام الكمبيوتر" مشدّدًا على أن "المشروع سيكون من أكثر المشاريع المتطورة في كلّ لبنان".