أكد وزير الخارجية السابقا ​فارس بويز​ لـ "أخبار اليوم"، أن " رفض السفراء في ​الفاتيكان​ و​الرياض​ والكويت هو استخفاف ناجم عن عدم المسؤولية في اتخاذ القرارات"، مشيراً الى أنه "عندما نعلـــم أن لدى دولة حساسية معينة فــــلا يعقل أن نعيّن سفيراً يستفزها".

وأوضح بويز أنه "من المعلوم أن تعيين السفير في الخارج يُقصد منه تعيين وسيط لحلّ الخلافات او تحسين العلاقات أو تطويرها، ومن هنا، جرت العادة في العالم، بأن يعيّن مَن هو جدير بهذا الأمر أولاً بجدارته الشخصية أي علمه وثقافته وقدرته ومن هناك كلمة ديبلوماسية بمعنى شخصية محاورة رفيعة المستوى، يضاف الى ذلك ضرورة أن يتمتع السفير بعلاقات جيدة وطيبة مع الدولة المضيفة بما يخوّله بتحسين العلاقات بين البلدين المعنيين وتطويرها ويساهم في حلّ النزاعات والخلافات إن وجدت".

وشدد بويز على أنه "عندما نعلم أن دولة لديها حساسيات ثقافية أو سياسية محدّدة حول وضع أو نهج أو قناعة، فلا يعقل ان نعيّن سفيراً لديها يمكن ان يستفز مشاعرها، فعندها يزول هدف التعيين، إذ لا يكون هذا الشخص مخوّلاً بحل الأمور، بل بالعكس"، لافتاً الى أن "الجميع يدرك أن للفاتيكان بروتوكول واضح وحساسيات حيال أشخاص ينتمون الى مذاهب أو أفكار معينة، وأبدى اعتقاده أن تعيين سفير معلوم سلفاً أنه سيكون مرفوضاً هو أمر غير مسؤول تماماً، لأنه يلحق الضرر الفادح بالمصلحة ال​لبنان​ية".

كما أشار الى أن "الرفض يعبّر عنه من خلال عدم القبول أو عدم الإجابة خلال فترة شهر ونصف الشهر من تاريخ التعيين"، معتبراً أن "هذه الخطوة تشكّل انتقاصاً من كرامة لبنان ويتحمّل مسؤوليتها من عرض البلد لهذه النتيجة".

ولفت بويز الى أن "الفاتيكان قد لا يقبل بسفير من الطائفة معينة فكيف الحال إذاً بتعيين شخص منتمنٍ الى الماسونية حتى ولو قيل أنه استقال، ومعروف الصراع بين الكنيسة والماسونية منذ مئات السنين، كما أنه يُعرف عن الفاتيكان أنه يأخذ بالإعتبار الحالات الشخصية كالطلاق مثلاً، مستغرباً الإستفزاز بهذا الشكل، ليأتي الردّ بالرفض".

واعتبر بويز أن "هذا الإستفزاز لا يقتصر فقط على الفاتيكان، بل هناك عدّة دول ايضاً لم تقبل تعيين سفراء لبنان كالكويت والسعودية التي لديها حساسيات تاريخية حول المذاهب، يضاف الى ذلك ما تمرّ به ​دول الخليج​ من صراع كبير مع ​ايران​ وبالتالي قد لا تقبل بسفراء من مذهب معيّن".