لافتةً كانت خطوة رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ بدعوته رؤساء ومديري تحرير محطات التلفزة اللبنانية للقاء حواري. جديدة بالشكل وبالمضمون، كانت الجلسة الحوارية يوم أمس في ​قصر بعبدا​، إذ أجاب الرئيس عون على كافة أسئلة المحاورين التي استمرت لساعتين تقريباً.

وككل حدث في لبنان، تناول اللبنانيون جلسة أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، منتقدين ومشجعين لهذه الخطوة. فمنهم من صوّب نحو شكل الجلسة، والبعض الآخر ركّز على مضمونها.

بالشكل، لم يرضِ حوار الأمس الجميع، وأبرز انتقادا كان بسبب اقتصار الجلسة على القنوات التلفزيونية واستثنيت الصحف الورقية و الالكترونية. فتساءل عباس الأطرش عن سبب اقتصار الحوار على الاعلام المرئي دون غيره، واعتبرت سحر راضي أن "أحداً من الإعلاميين الموجودين لم يسأل سؤال "بيفش الخلف"، لافتة إلى أن "الأسئلة المطروحة كلها دون المستوى الذي يتوقعه المواطن اللبناني". وتساءل يوسف كليب: "البارحة كان حوار الرئيس تلفزيوني أصيل، لكن لماذا لم يكن هناك ممثلون عن الجرائد والصحف الورقية".

أما الإعلامي رامز القاضي، فاعتبر أن "الذي كان يتشدّق بموضوع الرئيس الشاب، فليرسل أحدهم لمقابلة الرئيس عون ابن الـ80 سنة الذي حاضر وناظر 8 صحافيين ودخل في تفاصيل جميع الملفات". كما وجه الوزير السابق ​ناصر قنديل​ التحية للرئيس عون، واعتبر أنه "رغم الفوضى والتذاكي وقلة الأدب أحيانا ...من بعض المحاورين ...نجح الرئيس ميشال عون في تثيبيت وإطلاق مواقف لامعة وموضع إفتخار ونجح في السيطرة على الموقف وتوجيه الرسائل للمتفذلكين".

ورأت الإعلامية ريما نجيم أن "الحدث الأبرز في الساعات الماضية هو حوار رئيس الجمهورية مع رؤساء تحرير أخبار التلفزيونات الموالية والمعارضة للعهد"، في اشارة إلى أن الرئيس لم يميّز القنوات التلفزيونية بين معارضة وموالية. كما اعتبر مصطفى رعد أنها "خطوة جيدة من قبل الرئيس ميشال عون لجمع كل الوسائل الاعلامية على شاشة واحدة".

على مستوى المضمون، اختلفت الآراء أيضاً بين موالٍ لمحتوى خطاب الرئيس وبين معارض لما قاله. خصوصاً وأن الحوار لم يقتصر على ملفات بسيطة، بل غاص في عمق المواضيع الخلافية المطروحة على الساحة الوطنية، من لبنان إلى ​سوريا​ وصولاً إلى ​إيران​.

في هذا السياق، اعتبر الاعلامي فارس خشان أن "القسم الاول من مقابلة رئيس الجمهورية ميشال عون الخاص بالفساد هو تعبير واضح عن العجز في الدولة"، لافتاً إلى أن "المسؤولية تقع على الآخرين والقوانين ونصف ​الشعب اللبناني​". كما أكد القيادي في قوى ​14 آذار​ نوفل ضو أنه "بعد مقابلة العماد ميشال عون لمناسبة السنة الاولى لانتخابه باتت ولادة جبهة معارضة بوضوح للتنازل عن السيادة والفساد ضرورة وطنية انقاذية ملحة".

وكان للمواطنين حصة من التعليق على حوار الرئيس عون. فاعتبرت سيرينا فخري أن "ميشال عون قائد مشرقي منفتح، رجل دولة، يعمل من قلبه والاهم انه واقعي نظرا لنظامنا والتوازنات الطائفية وتمكن من جمع الأضداد في التفاهم". ورأت غنى قرهاني أن "الحكمة تتجسد بشخصك ميشال عون يا فخامة الوطن".

بعيداً عن الإنتقادات وإيجابيات جلسة الأمس وسلبياتها بالشكل والمضمون، تبقى خطوة رئيس الجمهورية مميزة، وأجابت المواطن اللبناني عن بعض أسئلته، ولو أنها لم تشفِ عطش اللبنانيين.