أكد ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ من بلدة ديردوريت في ​الشوف​ حيث بارك ​كنيسة مار يوسف​ الجديدة وكرس مذبحها خلال الذبيحة الالهية التي ترأسها بمعاونة المطران مارون عمار "اننا نعيش في هذا الشرق هذه المأساة اليوم، هكذا نتطلع الى البلدان المشرقية المحيطة بنا والتي تمر في مرحلة موت كبير، نتوجه اليهم جميعا بكلمة رجاء انه لا بد وان ينبعث من الموت انسان جديد. وهذا ما نقوله لبعضنا البعض نحن اللبنانيين انه من واجبنا ان ننبعث من جديد، انسان جديد بنظرة جديدة وفكر جديد، وان نكون على مستوى دماء كل الشهداء التي ذرفت على مذبح الوطن. وان نكون على مستوى تضحيات الذين ضحوا وخسروا كل شيء والذين اقتُلعوا من ارضهم وهُجروا في هذا العالم. هكذا نتطلع الى مجتمعنا اللبناني بالرغم من كل الصعوبات"، مشيراً الى "أننا نعيش اليوم ازمة جديدة بعد استقالة رئيس مجلس الوزراء، التي ترافقها نقاط استفهام، مدعوون كما دعا فخامة الرئيس ميشال عون الى التروي والصبر والتفكير ثم الى اتخاذ القرار المناسب عندما تنجلي كل هذه الامور. في هذه المناسبة نحن نطلب صلاتكم ترافقونا بها ونحن نتوجه لتلبية دعوة رسمية للسعودية في هذين اليومين، نطلب صلاتكم لاننا نتوجه اليها باسمكم جميعًا، باسم كل اللبنانيين وقد اتصلنا بكل القيادات المعنية الدينية والمدنية وحملونا كلهم امالهم وهمومهم. نرجو ان يوفقنا الله في ما نحن اليه سائرون."

وكان الراعي قد استهل اليوم الثاني من زيارته الى منطقتي الشوف وعاليه بصلاة الصباح في كنيسة ​دير مار جرجس​ – ​الناعمة​ للرهبانية اللبنانية المارونية حيث استقبله رئيس عام الرهبانية الاباتي نعمةالله هاشم ورئيس الدير الاب سليم نمور مع جمهوره اضافة الى رئيس وجمهور ​دير مار شربل​ – الجية ورئيس دير مشموشة.

ودون الراعي في سجل الدير، حيث بات ليلته، كلمة جاء فيها: "يسعدني ان ازور لاول مرة ديرنا العامر، دير مار جرجس - الناعمة، بحضور قدس الرئيس العام الاباتي نعمةالله هاشم الذي اشكر حضوره ومحبته في هذه المناسبة. واعرب عن محبتي لرئيس الدير العزيز الاب سليم نمور ولجمهور الاباء وكل العاملين فيه. ان هذا الدير يذكرني بكلمة الرب في الانجيل، فهو كمدينة مبنية على جبل، يشع نور صلاة وشهادة وعمل. لكم جميعًا صلاتي بأن يظل هذا الدير مطلاً كمنارة يهدي ايمان ابناء المنطقة وكل من يراه بحرًا او جوًا، وبأن تبقى ​الرهبانية اللبنانية المارونية​ الجليلة، بشفاعة قديسيها، في مسيرة قداسة ونمو وازدهار، لمجد الله وخير الكنيسة وتقديس النفوس".

ومن الناعمة حيث استوقف الراعي حشد من ابناء البلدة في استقبال عفوي امام كنيسة السيدة، توجه الراعي الى بلدة ديردوريت في الشوف يرافقة راعي الابرشية المطران مارون العمار حيث بارك كنيسة مار يوسف الجديدة وكرس مذبحها خلال الذبيحة الالهية التي ترأسها بمعاونة المطران عمار وكاهن الرعية الخوري وليد ناصيف ولفيف من الكهنة والرهبان، بحضور عدد من الوزراء والنواب وممثل عن النائب وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط وعدد من الرسميين مدنيين وعسكريين ورؤساء اتحاد بلديات وبلديات ومخاتير وحشد كبير من ابناء ديردوريت والمنطقة.

بعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان: "انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها"، أشار فيها الى أنه "بفرح كبير ننضم كلنا الى فرحة ابناء وبنات ديردوريت الاحباء وقد اجزوا بايمانهم هذا المجمّع المقدس، الكنيسة التي نكرسها اليوم مع مذبحها على اسم القديس يوسف والقاعة الراعوية. والفرحة كبيرة في قلوبكم لانكم استطعتم بالايمان وسخاء المحسنين ومساعدة الدولة عبر وزارة المهجرين والصندوق المركزي للمهجرين تمكنتم من ان تنجزوا بيت الله هذا، ربما قبل بيوتكم، وهذا دليل انكم تستمدون من بيت الله القوة لمواجهة صعوبات الحياة. ديردوريت العزيزة استطاعت بقوة ايمانها وصمودها ان تنهض من الركام وهذا دليل ان الرب يسوع علمنا ان الحياة مبنية على الموت والقيامة. علمنا الّا نيأس امام صعوبات الحياة وان صعوبات الحياة هي مناسبة لكي نستعيد القوة وننهض من جديد. هذا ما اختبره كل اللبنانيين بعد الحرب التي دمرت البلاد وشرذمتها وسكبت دماء الكثيرين وهجّرت غيرهم. واذ نتطلع الى الوطن وجدنا شعبا بايمان اقوى وحب اكبر لهذا الوطن استطاع ان يستعيد نشاطه ويسير الى الامام، "موت وقيامة"، على هاتين الركيزتين تقوم الحياة. وعلى صخرة الايمان تبنى الكنيسة وابواب الجحيم لن تقوى عليها. والحياة هي انبعاث دائم من ركام الموت.