ترأس رئيس أساقفة بيروت المطران ​بولس مطر​ ذبيحة إلهيّة في كاتدرائيّة ​مار جرجس​ للموارنة في بيروت، يحيط به رؤساء مدارس الحكمة والآباء القيمين والمرشدين، على نيّة السنة الدراسيّة كما جرت العادة سنويًا، وبمشاركة تلامذة مدارس الحكمة ومعاهدها الفنيّة العاليّة وألسرة التربويّة والإداريّة ممثلي هيئات وروابط الأهل والقدامى والكشافة .

وفي العظة، أشار إلى انه "تأتون اليوم إلى هذه الكنيسة الكاتدرائيّة، كنيسة بيروت وكنيسة الأبرشيّة وكنيسة المطران ، لا بل هي كنيستكم جميعًا. تأتون لتقدّموا ونقدّم معكم هذه السنة الجديدة للربّ، ليباركها ويبارك فيها أتعابكم وأعمالكم وتحصيلكم، ويبارك عمل المعلمات والمعلمين والإداريين الذين هم جميعًا في خدمتكم لتكبروا وتنضجوا كما الثمار، تنطلقون بعد ذلك إلى الحياة ورأسكم مرفوع أنكم تعلّمتم في الحكمة، ليس فقط اللغات والرياضيات والعلوم الطبيعيّة، بل تعلّمتم أن تكونوا أبناء الله وبناته، وأن تحبّوا بعضكم بعضًا وأن تعيشوا بسلام وتطلبوا هذا السلام لوطنكم وللمنطقة كلّها. نعمة السلام. نطلبها اليوم من كلّ قلبنا للبنان ولكل المنطقة التي تعيش الحروب والويلات والتهجير والمصائب. ونسأل الربّ تعالى أن يلهم السلام لقادة هذا العالم، فيتوقفوا عن الحروب ولا يتكّلوا على السلاح، بل على المحبّة والحوار والأخذ والرد كبشر، حتى يتفاهموا ويزرعوا في الأرض سلامًا يعود بالخير على كلّ أبنائه"ا.

وأضاف "عظيمٌ هو فرحي باجتماعِكم اليوم حول مذبح الرب بصحبة الآباء والمعلمين والمعلمات وجميع الناشطين في هذه مدارس الحكمة العزيزة على قلوبنا لأنَّ الرُّؤساء الذين تعاقَبوا على إدارتِها قد جعلوا منها لؤلؤةً تربويَّة تجلَّت بوُضوح مع حضرة الأباء الرؤساء الذين يبذُلون كلَّ جُهْدِهم وقُدُراتِهم التربويَّة من أجل تطوير هذه المدرسة لتواكبَ العصْرَنَة في المناهج التعليميَّة وأساليبِها وكل ذلك لخدمتكم أيها التلامذة الأعزَّاء ولأجل المنفعة العامَّة التي تُسْهِمُ إسْهامًا فعَّالًا في حُسْنِ مسار العائلة والوطن كي ترتقيَ بوطنِنا العزيز في المجتمع الدولي ويعود لنا الدَّوْر الفاعل في منطقتنا والعالم. كيف لا ونحن دُعاة سلام وحَمَلَة رسالة كُلِّفْنا بها من الله أوَّلًا ومن اهتمامِنا بالناس ثانِيًا، وأنتم أيها الشباب مؤتمَنون على هذه الرسالة، وأرى في سيمائكم التي على وُجوهكم أملًا كبيرًا في أنَّكم على قَدْرِ المسؤوليَّة".