رأى الأمين العام للحزب "الشيوعي" اللبناني ​حنا غريب​ ان "استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وجهت من خلالها ​السعودية​ بالشكل والمضمون، إهانة للبنانيين باعتبارها مثالا ساطعا على تبعية نظامنا السياسي الطائفي، ومدى التحاق امراء الطوائف بأوصيائهم في الخارج، وطالما امراء الطوائف في مواقعهم قابعون ملتحقون بأوصيائهم فلا نأي بالنفس، ولا من يحزنون".

وفي ذكرى أسبوع حسن سليمان (أبو باسم) في حولا، أكد أنه "لا يمكن ل​سياسة النأي بالنفس​ أن تشكل حلا للأزمة، في ظل تبعية النظام السياسي الطائفي، فالأزمة هي ازمة هذا النظام، الذي لا يمكن ان يكون تابعا للخارج ونائيا عنه في آن، انه مصدر الخطر الأول على لبنان، وعلى اللبنانيين ان يختاروا اما ابعاد هذا الخطر وإما ابقاءه بكل ما فيه من عجز ومشاكل: من التبعية السياسية والاقتصادية، إلى علاقات المحاصصة بين أطرافه، إلى تعمق الانقسامات المذهبية، إلى عجز ​اتفاق الطائف​، ورديفه ​اتفاق الدوحة​، إلى مشكلة ​التسوية الرئاسية​، التي يجري التعبير عنها في الاستقالة رغم التريث في تقديمها، وكلها تعكس عجز هذا النظام عن معالجة كل المسائل الداخلية والوطنية"، معتبراً أنه "ما لم نتخلص من هذا النظام سنبقى في هذه الدوامة، ونتنقل من تسوية فاشلة إلى أخرى، بينما البلاد بحاجة إلى حلول للأزمة لا إلى تسويات، سرعان ما تنهار عند اول اختلاف بين من انتجوها في الخارج من الأوصياء".

وأكد أنه "من هنا شكلت وتشكل الاستقالة، تصعيدا سياسيا خطيرا، ترافق مع حملة متنوعة ومتعددة لمختلف اشكال التصعيد السياسي والعسكري والأمني والضغط الاقتصادي والمالي في أكثر من بلد عربي وعلى الصعيد العربي العام، تعويضا عن الهزائم العسكرية التي تحصل في ​سوريا​ و​العراق​ و​اليمن​، للقول ان للسعودية أوراقا يمكنها استخدامها لعرقلة التسويات، سواء لحجز مكان لها في أي تسوية مرتقبة، أو لتعطيل مسارها، بعد انطلاقتها بوتيرة متسارعة، أو لتحضير عمل عسكري ضد ​حزب الله​".

وتوجه الى اللبنانيين بالقول: "انظروا ماذا حل بسوريا، والعراق واليمن و​ليبيا​ و​السودان​، وما ينتظر ​القضية الفلسطينية​ من مشاريع لتصفيتها. انظروا إلى المجزرة التي حصلت في التفجير الإرهابي في مصر، والذي يستوجب منا كل التضامن مع الشعب المصري".

وأوضح أنه "بعد نجاح الوساطة الفرنسية - المصرية وفشل السعودية في مشروعها الانقلابي، الأزمة مستمرة رغم تريث الحريري في تقديم استقالته وهي ستتخذ أشكالا متعددة من الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأمنية، وعلينا ان نكون على أهبة الاستعداد في مواجهة أي عدوان إسرائيلي على لبنان"، قائلاً: "ما يعني ان المشروع الأميركي لم يستسلم رغم التراجعات والهزائم التي اصابته، وها هو يضرب ويتنقل من لبنان إلى مصر لاستعادة قواه، ومع ما آلت اليه الأمور، انتهت عملية احتجاز الحريري بهزيمة مدوية للسعودية وولي عهدها محمد بن سلمان، على الأقل في المرحلة الراهنة. وأبرز نتائجها لبنانيا، المزيد من تمتين التحالف بين اطراف السلطة الحاكمة بتغليب الحفاظ على سلطتهم في الداخل، على خلافاتهم في الخارج ولو آنيا".

وشدد على أن "هذه النتائج المحتملة يجب ألا تعدل من وجهة عمل القوى الديمقراطية واليسارية. فذروة انكشاف النظام السياسي الحاكم في لبنان حاليا هي هذه التبعية المفضوحة للخارج، ما يستوجب الإسراع بانجاز العمل الذي سبق للحزب ان بدأه حول تجميع حالة الاعتراض الديمقراطي في ائتلاف سياسي ديمقراطي علماني، من خارج منظومة السلطة، ائتلاف سياسي نقابي شبابي مدني في بيروت والمناطق، قادر على طرح القضية الوطنية وما تطرحه كأولوية، من مواجهة أي اعتداء خارجي، إلى قضية التغيير الديمقراطي وبناء الدولة العلمانية الديمقراطية، من خلال آليات وبنى وبرنامج مشترك، يفترض أن تلتقي حوله هذه القوى، من أجل تغيير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولوضع الانتخابات النيابية في إطارها السياسي والديمقراطي والاقتصادي الأعم والأشمل، ومواصلة الحراك الشعبي في الشارع من أجل قانون يعتمد النسبية خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة، دفاعا عن الفقراء وحقوق الطبقة العاملة والاجراء وسائر الفئات الشعبية وتأسيسا لبناء قطبية سياسية معارضة في البلاد".