أكّد عضو حزب "الكتائب ال​لبنان​ية" النائب ​فادي الهبر​، أنّ "حزب "الكتائب" لا يثق بعبارة النأي بالنفس لأنّها مطاطة"، مذكّراً أنّ ""الكتائب" كان اقترح إدخال عبارة تحييد لبنان إلى مقدمة ​الدستور​"، متسائلاً "من يعرف كيف سيرسم مستقبل ​سوريا​؟ وكم سيستغرق هذا الأمر من سنوات؟ يكمن مستقبل لبنان طيلة كلّ هذه الفترة في تحييده الكامل، خصوصاً في ظلّ السلاح خارج الدولة اللبنانية".

ورأى الهبر في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، أنّ "أجندة العهد ستقوم على ثلاثية إحترام ​إتفاق الطائف​ وتنفيذه بكامل بنوده والحفاظ على علاقات لبنان مع ​العالم العربي​ والناي بالنفس"، مركّزاً على أنّ "النأي بالنفس الّذي سيشكّل جسر التواصل للعهد يبقى هامشاً ضبابيّاً يسمح لـ"​حزب الله​" باستكمال تفلّته حين يشاء فقراراته مرتبطة بالإرادة الإيرانية أوّلاً وأخيراً".

وعن أفق المرحلة المقبلة في لبنان، أوضح "أنّنا نلمس لملمة للوضع اللبناني الّذي تعرّض لصدمة نتجت من استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، وهو ما شكّل وسيلة هبوط آمن للعهد بغية عودة رئيس الحكومة عن استقالته"، مشيراً إلى أنّه "يبدو أنّ هناك اتفاقاً على سحب القضايا والحرائق العربية من قاموس الخطاب الباليستي من منصّة الضاحية على لسان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، الّتي تسبّبت بتأجيج الخلافات بين لبنان والعالم العربي وخصوصاً ​السعودية​، إضافة إلى الصواريخ الباليستية المدمّرة على مطار الرياض".

وتمنّى الهبر، "توقّف هجوم "حزب الله" والإعلام المؤيّد له على السعودية"، منوّهاً إلى أنّ "المسؤولين اللبنانيين سيعملون على بناء الثقة مجدّداً مع ​الدول الخليجية​ وإبراز صدقية التعاطي في الملفات الخلافية وتأمين السيادة اللبنانية الكاملة بعد عودة "حزب الله" إلى لبنان سياسيّاً وعسكريّاً وأمنيّاً، وبالتالي عودته إلى كنف الدولة الّتي يجب أن تستعيد قرارها الحرّ، وأن تحسم قضية وجود جيشين في لبنان أحدهما متفلّت خارج الحدود، وهو يربك العهد إرباكاً كبيراً جدّاً".

وشدّد على أنّ "الصدمة ستكون إيجابية على لبنان إذا وُضعت الملفات الخلافية على الطاولة وبحثت بجد وصدق، الأمر الّذي سيزيد من قناعة اللبنانيين والعرب والغرب بها"، لافتاً إلى أنّ "هذه الصدمة لن تكون إيجابية على الاطلاق إذا لم يحصل التحييد الكامل، وبالتالي ستتّسع دائرة الخلافات بين لبنان والعرب عموماً والسعودية خصوصاً".