اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أنه "بعد ثلاثة أعوام من الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي، المرتبطة بالمشروع ال​إيران​ي الهادف إلى إحداث فوضى في المنطقة العربية، يمكن القول بكل ثقة، إن صنعاء في طريقها للعودة إلى محيطها العربي، بعد أن حاولت الجماعة جر ​اليمن​ بتاريخه وإرثه الكبير إلى مربع الطائفية، التي حاولت الجماعة إدخال البلاد فيها بدعم سافر من إيران، التي تباهت ذات يوم أن صنعاء صارت العاصمة الرابعة التي تسقط في يدها، بعد ​بغداد​ و​بيروت​ ودمشق، حيث انتفض اليمنيون يوم أمس، انتصاراً لعروبتهم، وساعدوا قوات حزب المؤتمر الشعبي العام والرئيس السابق ​علي عبدالله صالح​ في ثورة تهدف إلى التخلص من الجماعة، وعاثت بالبلاد فساداً"، لافتة الى أن "الصدام بين جماعة الحوثي من جهة والرئيس السابق ومعه كل اليمنيين، من جهة أخرى، كان حتمياً، لأن أجندة جماعة الحوثي كانت تهدف إلى جر اليمن بعيداً عن محيطه العربي الطبيعي ورميه في الحضن الإيراني، وقد جاءت انتفاضة اليمنيين في صنعاء ضد الحوثيين، كما أكدها وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، تعبيراً عن صحوة من كابوس الانجراف وراء الدعوات الطائفية المظللة والمضادة لمصالح الشعب اليمني".

وأضافت: "كانت أجندة جماعة الحوثي تهدف إلى جر اليمن بعيداً عن موقعه العربي ورميه في الحلف الإيراني المعادي للعرب، وكان من الطبيعي في هذه الحال أن يشكل هذا التوجه استفزازاً لكل يمني حريص على سيادته وحريته وانتمائه العربي، الأمر الذي رأى فيه حزب المؤتمر خطراً وجودياً، ليس عليه فقط، إنما على اليمن بأسره، فقد تمادت جماعة الحوثي في السيطرة على ما تبقى من قدرات اليمن ومؤسساتها القائمة وبسطت سلطاتها عليها بالقوة والتغول على حقوق اليمنيين بدعم وتنسيق مع طهران، وصل إلى مرحلة لا تطاق، بعد أن فاض الكيل عن قدرة التحمل، وبعد فشل كل المحاولات التي قام بها زعماء سياسيون وقبليون لردع الحوثيين عن الاستمرار في غيهم وفرض إرادتهم بالقوة"، لافتة الى أن "انتفاضة صنعاء ضد ميليشيات الحوثي تحظى بترحيب من كافة اليمنيين، كما هو الحال لدى أشقائه، ولم يتأخر رد ​التحالف العربي​، المساند لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، حيث رحب التحالف باستعادة صالح زمام المبادرة في اليمن، حيث لفت إلى أن استعادة حزب المؤتمر الشعبي في اليمن زمام المبادرة وانحيازه لشعبه ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية التابعة لإيران، التي أرادت تحويل الجماعة إلى نسخة أخرى من "​حزب الله​".

ورأى أن "الأمل أن يشكل ما جرى ويجري في صنعاء وفي كل اليمن، بداية النهاية لمحنة اليمنيين ومصائبهم، التي توالت عليهم من جراء انقلاب الحوثي على شرعية الدولة، وأن تكون الخطوة الأولى على طريق انتفاضة اليمنيين على جماعة الحوثي من أجل استعادة اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي، وإخراجه من أتون التبعية الإيرانية، وذلك يستدعي التفافاً عربياً ودولياً لدعم هذه الانتفاضة من أجل تحقيق أهدافها".