يواصل بطريرك انطاكية وسائر المشرق واورشليم و​الإسكندرية​ للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، زيارته الى ​ابرشية زحلة​ حيث ترأس قداساً احتفالياً في كاتدرائية ​سيدة النجاة​، شدد فيها على انه إذا كانت مدينة زحلة هي عاصمةَ الكثلكة، فعلينا نحن أهلها الكاثوليك أن نكون على وزن تاريخها وعظم دعوتها. زحلة عاصمة الكثلكة ليس للأمور المدنيّة والدنيويّة فقط. زحلة عاصمة الكثلكة للشهادة ​المسيح​يّة بالدرجة الأولى. زحلة عاصمة الكثلكة يعني أنّها البوصلة وحاملة المشعل وقبلة الأنظار لكلّ روميّ ملكيّ. زحلة عاصمة الكثلكة مسؤوليّة كبيرة على عاتق أبنائها. مسؤوليّة كان الزحليّون على مدى تاريخهم أهلاً لها ولسوف يبقون كذلك. الكلّ ينظرون إلينا هكذا في ​لبنان​ وفي خارج لبنان، في الكنيسة وفي خارج الكنيسة، فلا نستطيع إلاّ أن نكون هكذا وإلاّ نكون قد فقدنا هويّتنا،

ولفت الى اننا "اليوم في زيارة حجّ، وبمقدار ما ينظر الروميّون الملكيّون إلى عاصمة الكثلكة من هذا المنظار يجب علينا أن نكون على قدر هذه المسؤوليّة. كيف؟ الجواب عند القدّيس بولس في رسالة اليوم: " أيّها الإخوة اسلكوا كأبناء النور". كلّ الكلام الذي خاطبنا به السيّد المسيح عن النور يصبّ في هذا، أنّ دعوتنا نحن المسيحيّين هي أن نكون الوسيلة التي يستطيع الناس أن يروا بها الله تعالى، أن يعرفوه ويحبّوه ويمجّدوه. هذه هي رسالتنا، وهي رسالة خطيرة لا يستطيع أحدٌ غيرَنا القيامَ بها. ولئن كان "الله لم يره أحد قطّ"، ويسوعُ "هو الذي كَشف عنه"، كما يقول يوحنّا الرسول في مطلع إنجيله، فإنّ هذا الإله عينَه لن يراه أحد ما لم نكشِف نحن عنه له، وذلك بأن نكون مثل السيّد المسيح نورًا لامعًا ظاهرًا دائمًا.

واعتبر عبسي ان"العالم في حاجة ماسّة إلى صلاح وبرّ وحقّ، إلى من يغدق عليه المحبّة بلا حساب أو شروط، إلى من يواسيه في المحن والشدّات والآلام والأحزان، إلى من يقوّيه في أوقات الضعف والمرض، إلى من ينجّيه من الظلم والاستغلال، إلى من يعيد إليه كرامته.

وأضاف ان " زيارتي إليكم تأتي في إطار الشركة الكنسيّة التي تجمعنا نحن الأساقفة أعضاء ​السينودس​ المقدّس. وتأتي للتدليل على هذه الشركة الأسقفيّة وللتعبير عنها. نحن كنيسة سينودسيّة نفكّر ونعمل معًا من أجل أبنائنا. لا نعيش في جزر مستقلّة. كنيستنا واحدة حاضرة هنا وهناك. زيارتي هذه هي زيارة كنيستنا كلّها لزحلة. لذلك ليس الاستقبال لشخص البطريرك بل للكنيسة ومن خلالها ليسوع رأسها وراعيها الذي يستحقّ وحده الإكرام.

هذه الشراكة الكنسيّة هي بالنسبة إلينا مصدر انفتاح ليس فقط بعضنا على بعض بل أيضًا على سائر الكنائس. وهنا في زحلة شاهد على ذلك هو النشاط الكنسيّ المميّز الذي تقول به كنيستنا بشخص أخي سيادة المطران يوحنّا عصام في إطار العمل المسكونيّ في زحلة، مظهرًا بذلك وجهًا ساطعًا لكنيستنا نعتزّ به.

​​​​​​​