أكَّد ​العلامة السيد علي فضل الله​ أنَّ باستطاعة ​لبنان​ تقديم أنموذج في قدرة الأديان على التعايش، محذّراً من استغلال الدين للأهداف والمصالح الذاتية، داعياً إلى اعتماد مبدأ المواطنة بعيداً عن استقواء الطوائف بهذا المحور أو ذاك.

فضل الله وخلال استقباله وفدًا من "منتدى التنمية والثقافة والحوار"، برئاسة القسيس رياض جرجور، يرافقه ممثلون عن مجلس كنائس ​الدانمارك​، أكَّد أنَّ المشكلة تكمن في كيفية تقديم صورة الدين إلى هذه الأجيال، بعيداً من الصورة السلبية التي انطبعت بفعل بعض الممارسات الخاطئة التي يحاول أصحابها أن يلبسوها لباس الدين، وذلك من خلال تقديمه أجوبة واضحة للأسئلة المعاصرة.

وأشار فضل الله إلى ضرورة تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية وتثبيتها في دائرة الحياة، وهو ما لا يتم بجهد فرديّ، بل بتضافر الجهود وتلاقيها من أجل خدمة الإنسان، فجوهر الأديان جميعاً واحد، وهي جاءت من أجل رفع مستوى الإنسان وإخراجه مما يعانيه من ماسٍ ومتاعب، لافتا من جهة أخرى إلى استقواء الطوائف بهذا المحور أو ذاك، ما يجعل البلد يعيش حال اللاستقرار، آملاً أن يقتنع الجميع بأن خيار المواطنة هو الحلّ الذي يعطي الحقوق لكلّ الطوائف والمذاهب، معتبراً أنّ باستطاعة لبنان أن يقدم أنموذجاً في قدرة الأديان على التعايش والتلاقي في ما بينها.