أكد وزير الثقافة ​غطاس خوري​، خلال لقائه نقيب محرري ​الصحافة​ اللبنانيّة ​الياس عون​ أن "​مجلس الوزراء​ سينعقد خلال الـ48 ساعة المقبلة من أجل إحياء التسويّة".

وأشاد بـ"دور الصحافة المتزنة ببناء الأوطان"، مشدداً على أن "أبواب المتاحف والمواقع الأثريّة ستكون مفتوحة، أمام الصحافيين وعائلاتهم بعد صدور التعميم في ذلك قريبًا".

واشار الى أن "نحن اليوم بصدد إعادة إحياء التسويّة، وبحكم قربي من رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لن أتحدّث كثيرًا وفي التفاصيل عن مرحلة مضت كي لا نبدّد الأجواء التفاؤليّة القائمة حاليًا بين الأطراف السياسيّة"، وردًّا على سؤال حول مشاريع ​وزارة الثقافة​ الجديدة، ذكر أنه "لقد وضعنا خطة لكل مشاريعنا لأننا نؤمن أنه من دون خطة لا نستطيع تحقيق أهدافنا، لقد وضعنا خطة خمسيّة من أجل النهوض الثقافي، وهدفها ليس الإنماء الثقافي بل إنماء ثقافي إجتماعي وتنميّة مستدامة، التي تعتمد على عوامل موجودة في الأوطان والتي لا تزول، البترول والزراعة ليسا تنميّة مستدامة، بل التراث هو تنميّة مستدامة، خصوصًا التراث والآثار في المناطق النائيّة البعيدة عن الساحل والعاصمة، أي في القرى، هناك مناطق لبنان في الشمال والجنوب والجبل تعيش من خلال التراث والآثار".

وأوضح أن "​إيطاليا​ هي الدولة الرمز في موضوع التنميّة المستدامة في الثقافة، ونحن قررنا أن يقوم لبنان بما تقوم به إيطاليا، ولكن لا أستطيع أن أُحقق الأهداف المرجوة في التنميّة المستدامة بـ5 مليار ليرة لبنانيّة، لقد وضعنا خطة لتنميّة مستدامة عبر الثقافة ووضعنا خطة خمسيّة كلفتها 180 مليون دولار، ومع الحريري ومن خلال خطة النهوض الإقتصادي الكبيرة التي نأمل أن يكون الإستثمار فيها كبيرًا، والتي تبلغ قيمتها حوالي 12 مليار دولار من هيئات مانحة، وضعنا فيها خطة ثقافيّة على مدى 8 سنوات ب 280 مليون دولار، بهدف إنشاء عدد من المسارح والمتاحف في كل المناطق، غير مسرح البكاديللي التاريخي، الذي أخوض معركة من أجل المحافظة عليه" داعياً الصحافة لـ"دعمي في هذا الموضوع، ولن أسمح لأحد القيام بأي مشروع آخر في مسرح البيكاديللي".

وذكر خوري أنه "دخل حاكم مصرف لبنان مشكورًا من أجل إيجاد الحل لهذا الموضوع التراثي والثقافي والتاريخي الهام، مع العلم إن هذا العقار نصفه يعود إلى الدولة اللبنانيّة ومنذ 26 -12 -2016 وأنا أحاول جاهدًا معالجة هذا الموضوع ولن أترك الوزارة قبل معالجته وأعددت مشروعًا ليكون مسرح البيكاديللي تحفة فنيّة في قلب بيروت، وعلينا القيام بتنشيط حركة المسرح في لبنان من خلال إنشاء مسارح صغيرة، بالإضافة إلى دعم الحرف التراثيّة".

ولفت الى أنه "كنت بصدد ضم بيت بيروت في السوديكو إلى هذه المراكز، ولكن بلديّة بيروت لم تسهل الأمر ولا أريد خلافات معها. وأكثر ما يؤلمني أن " بيت بيروت" مقفل دائمًا، أنا أريد أن يكون فيه نشاطات ثقافيّة، هدفنا كان وما يزال أن تساهم وزارة الثقافة بالنهضة الثقافيّة في كل المناطق وبرأيي أن الإنفتاح على كلّ الثقافات مفيد، ونحن نعمل بالموازنة المتواضعة لدينا".

وعن البيوت التراثيّة شدد خوري على أن "عامل الإستثمار أساء إلى هذه البيوت وحمايتها، ولقد أنجزنا خطوة عمليّة حول هذا الموضوع، بحيث بات الإعتماد اليوم على قانون وزاري وليس على قرار وزاري لوضع اليد على البيوت التراثيّة والتاريخيّة لحمايتها"، مشيراً الى أن "وزارة الثقافة ستكون إلى جانب الصحافة من خلال تخصيصها جائزة سنويّة لأفضل موضوع صحفي.، تشجيعًا وتقديرًا لأصحاب القدرات والمواهب، كما هي الحال مع الكتّاب".

وردًا على سؤال حول موعد إنعقاد مجلس الوزراء، أوضح خوري أنها "ستكون هناك غدًا أو بعد غد جلسة لمجلس الوزراء، بعد دوزنة بعض الأمور".

وأكد أن "تأليف حكومة جديدة عشيّة الإنتخابات النيابيّة قضيّة معقدة، و أنا أرى أن الحكومة الحاليّة سوف تستمر بعملها، ولتكن ​الإنتخابات النيابية​ المقبلة، محطة لمن يريد التغيير وأهلًا وسهلًا بالذي يريد أن يأتي بفريق جديد ومعارضة أقوى"، معتبراً أنه "إذا ظلّ الوضع على ما هو عليه اليوم، فالشعب اللبناني يكون قد اختار ذلك، وأنا أعتقد أن الصوت التفضيلي والقانون الإنتخابي الجديد، قللا من عامل المال في الإنتخابات حقيقة، فريق تيار المستقبل وسعد الحريري بإمكانهم خوض الإنتخابات وأنا لم أحسم بعد قرار ترّشحي".

من جهته، أشار عون بـ"النهضة التي يسعى خوري القيام بها من أجل لبنان الثقافة والتراث والفكر والأدب والفن"، مشيراً الى أنه "نزورك اليوم ليس للتحدّث معك في الأوضاع السياسيّة وشجونها التي كنت من المجلين فيها في الأسابيع الثلاثة الماضيّة، ولكن لتخبرنا عن أوضاع لبنان الثقافي والحضاري والمشاريع التي قمتم وتقومون بها من أجل حماية بترول لبنان، ألا وهو الفكر والإنسان والعلم والإبداع، كما أننا نزورك طالبين من معاليك فتح أبواب المتاحف والمواقع الأثريّة في كل لبنان مجانًا للصحافيين وعائلاتهم ونحن نقدّر كل النشاطات التي تقوم بها من أجل لبنان وثقافته".