لفت وزير التربية و​التعليم العالي​ ​مروان حمادة​ خلال افتتاح صباح اليوم اعمال المؤتر العربي بعنوان "الجودة والتجدد في تطوير مهنة التعليم قضايا وتحديات"،في مقر المكتب الاقليمي لليونسكو- ​بئر حسن​ إلى "أنني أود في بداية هذا المؤتمر التربوي المهم أن أحيي منظمة اليونيسكو على تاريخ من التعاون الوثيق والمثمر مع وزارة التربية والتعليم العالي، وأغتنم فرصة إنعقاد هذا المؤتمر لكي أوتوجه بالتهنئة إلى المديرة العامة الجديدة لليونيسكو السيدة أودري أزولاي التي تم انتخابها مؤخرا متمنيا لها التوفيق في قيادة هذه المنظمة التي نعول عليها الكثير في الحفاظ على الإرث الثقافي والمعرفي وحوار الحضارات، كما ننتظر منها الكثير في مجال تطوير التربية والتعليم".

وأشار إلى أن "مهنة التعليم تمثل تحديا في ذاتها، إذ إن المعلمين في العالم يتعاملون مع أثمن ما لدى المجتمعات وهم أبناء هذه المجتمعات، ويواجهون في كل صباح المادة المكتوبة نفسها ويبذلون الجهود للتحضير والشروحات والإفهام والتعاطي مع أمزجة مختلفة لدى التلامذة، ويتحملون كل الظروف لكي يقوموا بمهماتهم الرسالية، يحدوهم هدف سام هو تربية الأجيال وتعليمها بحسب أفضل الوسائل الممكنة وإذا كان هذا المؤتمر يضم خبراء في اعتماد مسار الجودة في التعليم وإدخال عناصر التجدد إلى هذه المهنة، فإن حركة تطوير هذه الآلية التربوية التعلمية هي حركة بطيئة بطبيعتها، وإن اعتماد أفكار جديدة وتوجهات وتدريبات لسلوك مسار الجودة يتطلب الوقت والقبول والدخول الحتمي إلى عصر التكنولوجيا والوسائط الرقمية، لكي تتحرك آلية التطوير بسرعة أكبر وأفعل وتحاكي تطور الحياة في كل مجتمع".

وأفاد حمادة أن "النماذج الجديدة لتمهين التعليم وسلوكه مسار الجودة تستحق منا جميعا أن نوفر لها الشروط والمستلزمات لكي تصل إلى مراميها وأهدافها، وهي تحسين نوعية التعليم وإعداد متعلم يشبه عصره، وبالتالي أن ننجح في جعل المنظومة التعليمية ملبية لحاجات العصر وغير بعيدة عن تطلعات الأجيال التي لا تتسع لها المخيلة وإن أي تغيير مهما كان بسيطا أو كبيرا يستدعي إقامة حوار بين المعنيين بالعملية التربوية، وهم المعلمون والمدارس والأهل ومعاهد التدريب، وصانعو السياسات التربوية، لكي يتم التوافق بين كل هذه المكونات حول كيفية تطوير دور المعلم وتجديده وتمهينه ليكون قادرا على مواكبة هذا التغيير".

وأكد حمادة "أننا في لبنان في صدد إطلاق العمل الفعلي في ورشة تجديد المناهج التربوية وترشيقها وعصرنتها ودخول عصر التعليم الرقمي التفاعلي، وبالتالي تطوير مهنة المعلمين والمديرين وتعميم ثقافة التغيير في التعليم والتقييم على جميع المعنيين في المجتمع. وإن المركز التربوي للبحوث والإنماء المعني بقيادة هذه العملية بالشراكة بين المدارس الرسمية والخاصة والجامعات وكلية التربية في الجامعة اللبنانية بصدد خوض التحدي الكبير لجعل عملية التحديث عملية واضحة ومنتجة، وقادرة على إحداث التغيير المنشود. وإننا مستعدون لتقديم كل الدعم لجهة توفير القرار السياسي الضامن لهذه العملية، وتأمين الإعتمادات مع الدعم الدولي لكي نتمكن من تحقيق القفزة النوعية التي نتطلع إليها جميعا، كما نركز على دور كلية التربية في تطوير وتحديث أساليب ومناهج إعداد المعلمين، وعلى دور مراكز التدريب والموارد التي تعنى بالتدريب المستمر. سيما وأننا نتحمل بكل مسؤولية تقديم التعليم لمئات آلاف النازحين في مدارسنا، لكي لا يضيع جيل في الفوضى والإرهاب ولكي نؤهلهم ليتسلموا عملية بناء بلادهم عندما تتوافر شروط عودتهم الآمنة إليها".

وأكد أن "المعلم هو عصب التغيير في المجتمعات، وهو الذي يستحق أن يتدرب ويتعلم باستمرار لكي يبقى قادرا على خوض التحدي وإنجاز مهنة الرسالة. لذا فإننى أتمنى لمؤتمركم النجاح في بلوغ أهدافه لكي نتشارك الفائدة".