أعربت أوساط سياسية معارضة عبر صحيفة "الجمهورية" عن اعتقادها بـ"أنّ الادعاءات التي جرت على عدد من الشخصيات السياسية أو الاعلامية هدفُها إخلاء الطريق أمام القوى المشاركة في السلطة، قبل الانتخابات النيابية المقبلة في ​6 أيار​"، مشيرةً الى أنّ "تخويف معارضي التسوية يَهدف الى تحقيق مجموعة أهداف، أولها، إفهام هذه القوى أنّ أركان التسوية محميّون بغطاء داخلي ودولي نالوه بعد عودةِ رئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري​ عن استقالته، وأنّ يدهم باتت طليقة في التصرّف، وبالتالي لن يتمتّع أيّ مِن قوى المعارضة بأيّ قدرة على تنظيم معارضة فاعلة في غياب أيّ راعٍ إقليمي أو دولي يؤمّن عدمَ التعرّض لهم وملاحقتهم والتضييق عليهم".

ولفتت إلى أن "الهدف الثاني هو إفهامُ هذه القوى أنّ أركان الحكم هم في حالة تضامنٍ وتحالف، وأنّ أيّ تضييق على المعارضة إنّما هو ناتج عن توافق، وقد لوحِظ أنّه وفي وقتٍ كان فريق رئيس الجمهورية رأس حربة في ملاحقة الإعلامي ​مارسيل غانم​، لاذ الحريري وفريقه بالصمت على ذلك رغم علاقةِ الصداقة التي تربطه بغانم، ولم يكتفِ الحريري بالصمت بل ألغى حلقتَه التلفزيونية عبر برنامج "كلام الناس"، لأسباب كثيرة، منها تفادي الظهور في البرنامج في وقتٍ يلاحِق فريق رئيس الجمهورية، غانم قضائياً ولقد عكسَ الحضور الإعلامي والسياسي في منزل النائب ​بطرس حرب​ خريطةً توضِح غيابَ المتريثين أو حضورهم الخجول، وبقيّة المكوّنات السياسية التي يحتفظ كلّ منها بحسابات مختلفة".

وأشارت إلى أن "الهدف الثالث هو رصد قدرة المعارضة على الرد، وإلى الآن لم يصدر عن هذه القوى ما يشير إلى قدرتها على الالتقاء، خصوصاً أنّ أحد أبرزِ المعارضين كاد أن يَمثل أمام القضاء لسبب مفبرَك، وقد قام بجهدٍ منفرد لمواجهة ما تعرّض له، من دون أن يسجّل أيّ لقاء بين معارضي التسوية".

وأفادت الأوساط أن "المسار الذي باتت تعتمده السلطة بعد العودة عن الاستقالة يعكس شعوراً انتصارياً محميّاً بمظلّة "​حزب الله​"، وهو سيترجم مزيداً من الملاحقات، والحملات، تماماً كتلك التي وُجِّهت إلى شخصيات وقوى سياسية متّهِمةً إياها بخيانة الحريري والغدر به، فالعينُ على الانتخابات، والموعد بات قريباً، وتشتيتُ ما بقي من حالات اعتراض يستلزم بنحوٍ موازٍ تحييدَ المنابر الإعلامية ولا سيّما منها التي لم تلتزم الطاعة أو الصمت".