أشار الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب في حديث إلى "الأخبار" إلى ان "مقاربة ملف الانتخابات النيابية تنطلق من أزمة البلد، والنظام الطائفي، الذي هو مصدر كلّ الأزمات"، لافتا إلى ان "النظام السياسي الحالي عاجز عن بناء دولة قادرة على أن تُشكل إطاراً ناظماً لمعالجة المشاكل. والسلطة أضعفت دور الدولة، وأهملت الخدمات الاجتماعية، وضربت الاقتصاد، مُعزّزةً دور القطاعات الريعية". وسأل غريب: "كيف للشعب والمقاومة أن ينتصرا على الاحتلال الصهيوني وعلى الإرهاب، وهما غير قادرين على التخلّص من أزمة النفايات، وتأمين الكهرباء والمياه وسائر الخدمات العامة؟"، مشددا على ان "تحرير الأرض يرتبط بتغيير النظام الطائفي والسلطة، لنحافظ على الإنجازات ونبني دولة تليق بدماء الشهداء وتضحياتهم".
وشدد على انه "لا يجب التقليل من قيمة التحركات الشعبية التي حصلت في الشارع". وقال: "إنّ إنجازاً تحقق، مثلاً، في ما خصّ قانون الانتخابات، صحيح أنّ كل الفئات التي تحركت لم تكن موحدة حول سقف النسبية الذي تريده في القانون، لكن جميعها طالبت بالنسبية".
وأكد ان "حالة الاعتراض جدّية وكبيرة. السؤال هو كيف نبني على هذه التحركات؟. البداية ستكون من خلال تجميع صفوف مكونات حالة الاعتراض الديموقراطي، والتوحّد بمواجهة قوى السلطة الفاسدة. هذا واجبنا كشيوعيين ويساريين وديموقراطيين ومستقلين عن السلطة وقوى شعبية". وأضاف "هناك إدراك بأنّ المعركة صعبة، واحتمال أن لا ينجح أحد من المرشحين على هذه اللوائح، التي بالمناسبة لا تشمل أحزاباً وقوى طائفية تطرح نفسها كمعارضة مثل حزب الكتائب"، موضحا ان "الهدف الأساسي هو بناء قطبية سياسية ديمقراطية معارضة للسلطة، ليس من أجل خوض الانتخابات فحسب، بل لإنقاذ البلد من الأزمة. إذا نجح أحد المرشحين فسيُساعد بالتأكيد. لكن الأهمية تكمن في إنتاج قيادة موحدة، لطالما طالب الناس بها".