رأت مصادر سياسية معارِضة لـ"الجمهورية" ان "الرأي العام اللبناني يتعرض عشيّة الانتخابات النيابية لأكبرِ عملية غشٍّ سياسي موصوف يمارسه تحالفُ أركانِ صفقةِ ​التسوية الرئاسية​ والحكومية تحت شعار «الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي". وأضافت: "يدَّعي تحالف أهلِ السلطة أنّ صفقة التنازلِ عن السيادة لمصلحة ​حزب الله​ تأتي بمباركة دوليّة وبهدف منعِ أيّ انفجار أمني على الساحة اللبنانية في وقتٍ تُظهِر كلّ المواقف الدولية، من البيان الصادر عن اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان وصولاً إلى البيان الأخير الصادر عن ​مجلس الأمن الدولي​، أنّ الأولوية بالنسبة إلى المجتمع الدولي هي تنفيذ القرارَين 1559 و 1701 اللذين ينصّان على نزعِ سلاح حزب الله وحصرِ استيراد السلاح واقتنائه واستخدامِه ب​الجيش اللبناني​ دون غيرِه، وهو ما يتناقض جذرياً مع ما يحاول أركان السلطة تسويقَه مِن أنّ المطلوب دولياً عدمُ مقاربة ملفّ السلاح غير الشرعي للحزب والاكتفاء بالصفقات والتلزيمات، كالكهرباء والنفط وغيرهما، تحت شعار معلَن هو تعزيز الوضعِ الاقتصادي وتحسين مستوى معيشةِ اللبنانيين، وغير معلَن يتمثل بسَمسرات وعمولات يتمّ تقاسُمها لتمويل الانتخابات والحياة الحزبية لأركان السلطة".

وأكّدت هذه المصادر أن "لا مكانَ للوسطية في الانتخابات المقبلة، فإمّا معارضة واضحة للسلاح غير الشرعي والفساد، وإمّا تحالف مع السلاح غير الشرعي والفساد ولو تحت شعارات "ربط النزاع" و"​النأي بالنفس​" و"الواقعية السياسية" وغيرها من العناوين المستخدَمة لتبرير عدم مقاربة جدّية للملف السيادي من زاوية التصدّي لمصادرة "حزب الله" قرارات الدولة اللبنانية".

وأوضحت أنّ "الانتخابات النيابية المقبلة هي معركة فاصلة بين الشرعية واللاشرعية، نتيجتُها ستحدّد ما إذا كان حزب الله سيكرّس دستورياً سيطرتَه على مفاصِل الدولة، أو إذا كانت المعارضة ستنجَح في إنقاذ الجمهورية والديموقراطية والتعدّدية السياسية والحرّيات العامة وفي إعادة لبنان إلى موقعِه الطبيعي تحت سقف الشرعيتين العربية والدولية".

وشددت على انه "لا يمكن المعارضة اللبنانية أن تدخلَ في مساومات حول ملفَّي السيادة والفساد، وبالتالي لا يمكنها أن تخوضَ الانتخابات جنباً إلى جنب لا مع من يغطّي سلاح «حزب الله» والفساد ولا مع من لا يَعتبر هذين الملفَّين من الأولويات الحيوية للّبنانيين".