اشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية الى أن "أوراق التوت التي كانت تغطي السياسة الأميركية بشأن الصراع العربي – "الإسرائيلي" بدأت تتساقط لتتكشف حقيقة الدور الذي تلعبه في ترسيخ الاحتلال "الإسرائيلي" للأرض الفلسطينية وتهويدها، وتصفية الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، من دون مراعاة لقرارات الشرعية الدولية، وبما يشكل تحدياً للمجتمع الدولي، والأمتين العربية والإسلامية في رفضهم المطلق لقرار الاعتراف بمدينة القدس عاصمة ل​اسرائيل​، ونقل ​السفارة الأميركية​ إليها"، لافتةً الى أن "ورقة التوت الجديدة التي سقطت، هي مطالبة سفير واشنطن لدى اسرائيل ​ديفيد فريدمان​، وهو صهيوني أصيل، وزارة خارجية بلاده بالتوقف عن استخدام كلمة "محتلة" عند الإشارة إلى الضفة الغربية في الوثائق الرسمية"، مضيفةً: "وبعدما كانت ​الخارجية الأميركية​ رفضت الطلب سابقاً، عادت وأعلنت موافقتها على مناقشة الطلب قريباً "بسبب ضغوط من مستويات عليا"، والمقصود بالمستويات العليا إدارة ترامب".

واضافت: "كان فريدمان هذا قد دعا في الماضي إلى تثبيت وجود إسرائيل في الضفة الغربية، قائلاً: "يدور الحديث عن "احتلال مزعوم"، فإسرائيل لا تمتلك سوى 2 في المئة من الأراضي في الضفة الغربية!! كما كان أعلن عند تعيينه سفيراً في اسرائيل أنه لن يمارس مهامه من مقر السفارة في "تل أبيب" إنما من منزله في مدينة القدس المحتلة"، مشددة على أن "هذا التطور تزامن مع معلومات إسرائيلية تفيد بأن الإدارة الأميركية تدرس الاعتراف بيهودية اسرائيل رداً على القرار الأممي الذي صدر بشأن بطلان قرار ترامب حول القدس، كما يتزامن كذلك مع ما ذكرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، بأن الرئيس الأميركي قرر تأجيل تحريك مبادرته التي أطلق عليها "صفقة القرن"، وذلك عقب التحرك الدبلوماسي الفلسطيني في ​الأمم المتحدة​، وأنه لا يوجد بعد الآن "صفقة قرن".

ورأت أنه "في كل الأحوال لن تكون هذه "الصفقة" كما تسرب من معلومات حول مضامينها إلا بمثابة إعلان لتصفية القضية الفلسطينية، على قاعدة "سلام مقابل سلام"، وليس على قاعدة "الأرض مقابل السلام"، أي ترسيخ الاحتلال "الإسرائيلي" في المنطقة العربية سياسياً وجغرافياً، وقبول عربي بهذا الوجود"، لافتة الى أن "تخلي إدارة ترامب عن "صفقة القرن" في حال تأكد ذلك رسمياً يعني فشل تكريس الاحتلال والتهويد رسمياً، ويعني أيضا سقوط مشروع أن تكون دويلة "إسرائيل" جزءاً من المنطقة، كما يعني أن الصراع سوف يظل مفتوحاً على قاعدة صراع وجود وليس صراع حدود"، ومضيفة: "وفي مطلق الأحوال، أن تعترف الإدارة الأميركية بالقدس عاصمة لدويلة "إسرائيل"، أو تنقل سفارتها إليها، أو أن تعتبر الضفة الغربية أرضاً غير محتلة، وإسرائيل دولة يهودية، فهذا لا يغير في الأمر شيئاً، سوى أن الولايات المتحدة قررت أن تكشف عن وجهها الحقيقي من دون تزييف وبلا أوراق توت".