تاريخياً تعدّ زحلة عاصمة الكثلكة في البقاع. مركز انطلقت منه أقوى المعارك الانتخابية في بيوتات سياسية عريقة، واليوم يُنتظر أن يشهد هذا القضاء معارك حزبية بين القوى التي لها حضورها أي "​التيار الوطني الحر​"، "​القوات اللبنانية​"، "​الكتائب​"، "​حزب الله​" وحركة "أمل"، "​تيار المستقبل​" إضافة الى عائلات لها حضورها الواسع في المدينة كعائلة سكاف وفتوش وغيرها...

"تتنافس القوى السياسية على 7 مقاعد، وبحسب عدد الناخبين في هذا القضاء الذي يبلغ 170959 وتوزيعه ما بين الطوائف الإسلامية والمسيحية فإن لدى كل جهة سياسيّة القدرة على الحصول على مقعد نيابي واحد في اللائحة، باستثناء "المستقبل" فيما تنحصر المنافسة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات" على الفوز بالمقعد المسيحي الثاني الذي يسعى كلّ حزب الى انتزاعه بالتحالفات"، بحسب ما تؤكد المصادر.

وتشير المصادر الى أن "التيار الوطني الحر" يرشّح النائب السابق ​سليم عون​ (حزبي عن المقعد الماروني) وكاثوليكي حليف للتيار له حضوره في زحلة، والاتجاه هو لاختيار رجل الأعمال ميشال ضاهر ابن بلدة الفرزل البقاعية لحصوله على التأييد الأعلى في الإحصاءات بين المستقلين"، مرجحةً "ألا تحصل المعركة بين الحزبين المسيحيين على المقعد الماروني لعدّة اعتبارات أولها قرب سليم عون من مختلف الجهات في القضاء، ولقدرة كلّ فريق من الإثنين على إيصال مرشح واحد ما سيؤدي الى انتقال المعركة الى المقعد الكاثوليكي لعدم تركيز "القوات" على الحصول على المقعد الماروني".

"في ظلّ هذه الصورة تعاني "القوات اللبنانية" من أزمة غياب مرشحين بارزين وعلى عكس الكثير من الأقضية التي أعلنت فيها ترشيحاتها تستعد لخوض الانتخابات في زحلة في غياب أسماء بارزة حتى الساعة"، بحسب ما تشير المصادر. وتلفت الى أن "المرشح الأبرز كاثوليكياً والذي لم يحسم ترشيحه نهائياً هو الطبيب ميشال فتوش إبن شقيق النائب ​نقولا فتوش​ فيما يجري الحديث عن أسماء أخرى كالوزير السابق ​سليم وردة​ وغيرهم"...

حسمت الأسماء تقريباً بالنسبة لـ"التيار الوطني الحر" لكن التحالفات لا تزال تطبخ على نار حامية. وتشير المصادر الى أن "المشاورات قائمة بين "الوطني الحر" و"المستقبل" و"حزب الله" لحسم التحالفات وافضلية الفوز، ولو أن الإتجاه هو لأن يخوض "التيار" الانتخابات الى جانب "المستقبل" في لائحة واحدة دون خوض معركة ضد "حزب الله" الذي من المتوقع أن يخوضها الى جانب النائب نقولا فتوش".

وتبقى مشكلة رئيسة هي ​الكتلة الشعبية​ برئاسة ​ميريام سكاف​ التي تسعى الى إنشاء كتلة لها مستندةً الى الأيام الماضية يوم كان جوزيف و​الياس سكاف​ يؤلّفان اللائحة وهنا القضية، فبحسب المصادر فإن "التيار الوطني الحر" يريد ضمّها الى لائحته كمرشّحة عن أحد المقاعد ولا يتعامل معها على أساس أنها حالة خاصة فيما "حزب الله" يريد أن يترك لسكاف موقعها في زحلة ولكن يصعب انضمامها الى لائحته في حال كان الأخير متحالفاً مع فتوش لأن سكاف لا ترضى أن تكون على لائحة واحدة مع الأخير".

أمام هذا الواقع تتوقّع المصادر أن "تتنافس في زحلة ثلاث الى أربع لوائح في حال شكّلت سكاف لائحة منافسة"، ولكن المبارزة الاساسيّة في هذه الدائرة هي على المقعد الثاني بين "التيار الوطني الحر" و"القوات"... فمن يفوز؟!.