ل​زياد بارود​ أخطاء وهو ليس كاملا. لكن الرجل أثبت خلال توليه ​وزارة الداخلية​ والمتاعب انه يعرف كيف يدير ملفاته ويعمل 15 ساعة في اليوم ويتواصل مع المواطنين، ويسهر مع قوى الأمن على الحواجز ليلا، وقد انجز انتخابات 2009 في يوم واحد من دون ضربة كف. "بروفايل" اعجب الناس وليس السياسيين طبعا وهو في كل حال آت من خارج النادي. لا ينتمي الى حزب ولا الى عائلة سياسية ولا الى حيتان المال. خرج من الوزارة الى مكتبه للمحاماة، والى التدريس في كلية الحقوق، ولم يخرج من الحياة السياسية وبقي مرجعا دستوريا يقول قناعاته ولا يوارب .

اليوم هو مرشح محتمل للانتخابات النيابية عن احد المقاعد المارونية في دائرة كسروان-الفتوح وجبيل. لم يعلن ترشيحه رسميا ولم أسمعه يعلن انضمامه الى أي لائحة، مع وجود حديث عن احتمال تحالفه ولائحة التغيير والاصلاح. ومع ذلك ها هو يتعرض منذ بضعة ايام لهجوم مركز وقصف صاروخي من الأقربين والبعيدين، وكأنها حملة مبرمجة، إما لثنيه عن الترشيح او لضرب صورته التي لطالما ازعجت بعض منافسيه وقرّبته الى الناس. منذ ايام وتنهال على بارود نار وبارود، لاسيما في موضوع ​المجتمع المدني​ الذي يريده معه ويرفض أن يراه في لائحة اخرى. وبالاطار نفسه يزعم احد الخبراء في الاحصاء انه تراجع من 75% الى 3%! بالله عليكم كيف ذلك ولماذا؟ ومن المستفيد من زعم لا يقوم على ​قوس قزح​؟ مع الاحترام للاحصائيين، عيب هذا الكلام غير العلمي والمؤذي، خصوصا عبر شاشة تناصر القضايا المحقّة. لماذا الهجوم على طاقة شابّة، مثقّفة، أكاديمية، متواضعة، نظيفة الكف، تحمل رؤيا وتتمتع بالجرأة والمصداقيّة؟

ألا يحق لزياد بارود ان يكون حليفا في لائحة علما أن القانون الجديد لا يسمح الا ان يكون في لائحة؟ وهل طعن زياد بارود المجتمع المدني المنقسم حتى الآن والذي لم "يتكَوْدر" والذي لم يتوقف بارود يوما عن دعمه؟ ما هذه الهستيرية ضده فقط في حين يتعانق خصوم الأمس ويتحالفون بكل وقاحة؟ ليس زياد بارود كاملا ولكن من يحاربوه من وراء اقلام صفراء لا تملك الجرأة لتوقّع اسمها على الهجوم يحاربون صورة ونمط و"بروفايل" وأداء لا يناسب هذه الطبقة السياسيّة. بالاضافة الى ذلك هناك يشنّ هجوما آخر على بارود وهو مستغرب جدا من الذين قد يتحالف معهم! فأين قيادتهم من هذا التجريح وكيف تسمح بالتطاول على اكثر شخص يمكن ان يعطي مصداقية للائحتهم ويرتاح له الناس؟. عجبا، هذا الهجوم بدأ باكرا وهو ليس بريئا، ولكن بارود مخطئ بعدم ردّه عليهم ولا يمكن التعاطي بحضارة مع "فاجرين". هل الهجوم المركز عليه هو لأنه ليس ميليشياويا ولا دم على يديه؟ أم لأنه لا يشتري بعض الأقلام المأجورة ولا يشتري حاجة الناس الى الطبابة والمدرسة وظلم ادارات الدولة؟ ام لأنه ليس من سلالة سياسية ابا عن جد؟.

أخشى ما أخشاه هو ان يقول زياد بارود في الاسابيع المقبلة انا بغنى عنكم وعن انتخاباتكم، وهي لا تقدم ولا تؤخر وقد جئت لأخدم بلدي كما كان يردد في الداخلية، لا لتنازلات على حساب الكرامة والماضي المشرّف. أخشى ما أخشاه هو أن يخرج بارود من الانتخابات ووساختها وتواطئاتها ومالها وتحالفاتها الغريبة العجيبة وربما كان هذا افضل له ولكن ليس لنا، ولكنه مهما كان قراره سيبقى في الوطن رمزا محترما وعملة نادرة... وطن يقتل الأمل ويعظم لحن الموت. هذا إن حصلت انتخابات.