شدّد الوزير السابق ​شربل نحاس​، خلال كلمة له أثناء مشاركته في ندوة نظّمها المجلس الثقافي في بلاد جبيل بعنوان "الانتخابات النيابية مدخل الى التغيير؟"، على أنّ "الخوف من العامل الامني دائما موجود، عبر الحروب التي تجتاح المنطقة، والترتيبات الاقليمية بين اللاعبين الدوليين التي تطبخ مصير هذه البلاد، وخصوصا مع دخول ​الجيش التركي​ الى بلدة ​عفرين​، والاعتداءات الاسرائيلية يمكن أن تحصل في كل لحظة، والتصرفات العنفية والجرمية أصبحت جزءا من السلوك والمشهد، وطبعا لسبب القلق الذي يستحضر دائما هو الاحتراب الطائفي".

ولفت إلى أنّ "الحياة اليومية للمواطنين متعبة اذا تكلمنا عن التنقل وتوقف السير، توفير المياه والكهرباء باتا مشقة، ​التعليم الرسمي​ مترهل، التعليم الخاص أسعاره بتصاعد وتزايد مستمرين،والعلاج الصحي لا يمكن الوصول اليه الا عبر التوسل والتسول، وأصبحت الوظيفة العامة هي الملجأ، وبالتالي الهم الاساسي للناس هو تحصيل منفعة، وهذه التصرفات يمكن تفسيرها بالقلق والشعور باليأس"، مشيراً إلى أنّ "الترشح بات نوعا من الوجاهة عند البعض، وأساسا لا يمكن التحدث عن الانتخابات لأن الحكومة ومجلس النواب هما في الاطار عينه، وهذا ما يسمى وفاقا عند البعض، والجلسات في البرلمان تخضع لمزاجية اعضائه، فهناك مواضيع تطرح وفقا لأهواء البعض، ومن هنا فان التهديد بحصول التصويت يؤثر على التكوين الطائفي للمجلس الذي يجب أن يخضع للتوافق بحسابات البعض. من يصدق ان لدينا مجلسا نيابيا يكون مخطئا".

وركّز نحاس على أنّ "من الضرورة وضع نظام لضمان ​البطالة​ وتحفيز حصول الشباب على اول فرصة عمل، وتخفيض كلفة المعيشة وكلفة الانتاج المحلي من خلال الاستثمار العام في شبكات النقل والاتصالات والكهرباء والمياه وغيرها عبر قوانين ​الموازنة​ وقوانين البرامج تمول عبر اعادة تصويب النظام الضريبي، ووقف مفاعيل كل التسويات المعلنة والمبيتة والمكتومة على الاعتداءات على المال العام والملك العام واستردادهما وتغريم المعتدين واسقاط الحقوق السياسية والمدنية عن المتنفذين والمتورطين".

وأوضح "أنّنا نسعى الى مشاركة الجميع في هذه المواجهة على برنامج سياسي واضح يمثل بديلا لاقامة دولة فعلية في هذا البلد وليس لاسباغ اي نوع من الشرعية والثقة على سلطة فاشلة وغير شرعية، فقضاء ​كسروان​ الفتوح عبر التاريخ مرتبط بالرئيس ​فؤاد شهاب​ و​قضاء جبيل​ ايضا مرتبط بإسم عميد الكتلة الوطنية الراحل ريمون اده، فالرئيس شهاب حاول بناء دولة بالرغم من المعارضات الشرسة والعميد اده تميز عن جيله من الزعامات في ايامه بوقوفه ضد الحرب الاهلية وكان مدافعا شرسا عن الحقوق المدنية، فالذي يجمع كسروان وجبيل اليوم هو فكرة الدولة عند فؤاد شهاب و​الدولة المدنية​ عند ريمون اده، لا ان يدخل قضاءي كسروان الفتوح وجبيل في مهرجان من المسترشحين والباحثين عن وجهات لكي يتركوا هذه المنطقة تسقط في فخ تجزئة الساحات والتحالفات التي لا تؤدي الى مكان لاستبدال ممثلين يؤدون الادوار ذاتها في حين ان المجتمع يذوب".