أكد الأب الرئيس الخوري خليل شلفون، في كلمة له بعد زيارة رئيس أساقفة ​بيروت​ ولي الجامعة المطران بولس مطر لتقديم التهنئة بميلاد ​يسوع المسيح​ ورأس السنة الجديدة والغطاس، أن "​عيد الميلاد​ هو دعوة لنا كلّنا لنولد من جديد، و​جامعة الحكمة​ التي أردتها بكليات عديدة تولد من جديد بعد مرور 142 على تأسيسها"، مشيراً الى أن "الجامعة ونحن، في ولادة دائمة ومستمرة، في البرامج الآكاديميّة والتنظيم الإداري وتأسيس الكليّات الجديدة، ولكلٍ منّا دوره في هذا البناء المتين للجامعة وهناك مَن يقوم بدور مريم ويُوسف ودور الرعاة".

وذكر "اننا كلّنا وفي مختلف المواهب والطاقات الموجودة في رحاب الجامعة، نضعها أمام طفل المغارة وأمامكم سيدنا، لتتبارك ممن جاء إلى العالم ليخلّصنا، وليكون التجدّد هو سبيل إعطاء النور والحقيقة لعالمنا اليوم، ولنطلق طالباتنا وطلابنا إلى رحاب هذا العالم الواسع مزوّدين بالعلم والمعرفة والإيمان والرجاء بمستقبل زاهر عنوانه السلام والمحبة، ليكونوا بخدمة الكلمة المتجسّدة في حياتهم. وشكرًا لك سيدنا على كل دعم تقدمونه لتطوير جامعتنا جامعة مار بولس الحكمة".

من جهته، رد المطران مطر بكلمة حيّا فيها "جهود الخوري ومعاونيه في سبيل جامعة متطورة ومواكبة لكل ما يعود بالخير لطلّابنا"، لافتاً الى أن "جامعة الحكمة بالنسبة لي هي زهرة مؤسساتنا في الأبرشيّة، هي مساحة لتلاقي الجميع حول الفكر الذي يستقي من الإيمان والذي يكشف الحقائق بأنواعها، الإنسانيّة أو الطبيعيّة وحتى الحقائق الإلهيّة لنطوّر معرفتنا. فتطوير المعرفة لدى الإنسان هو تقويّة لحرّيته ووجوده".

وذكر أن "جامعتنا باتت تضم كليات متعدّدة ولكهنا مترابطة، أيضًا، للسعي من أجل الحقيقة الكاملة"، متمنياً أن "تُعاش هذه الحقيقة، ونحن جامعة لديها مسؤوليّة، لأنها تنطلق من أبرشيّة، من كنيسة ملتزمة، ملتزمة الناس والأرض والواقع وماتزمة الأمور الراعويّة، في جامعتنا كليّ للتعليم الديني والعلوم الكنسيّة. إنها أمور أضعها في قلبي وأُصلّي لنساهم كلّنا، مساهمة فعّالة في سبيل رفع شأن الجامعة ورفع شأن وطننا بنوع خاص".

ونوه الى أنه "كما قال الأب الرئيس، الجامعة تولد دائمًا من رحم الفكر والأحداث. مار بولس شفيع جامعتنا، تحدّث عن الإنسان الباطن فينا الذي يتجدّد، الجامعة بحاجة إلى تقاليد جامعيّة وفكريّة وكتابيّة. جميل أن تحافظ الجامعة على التقاليد، وفي الوقت ذاته الإنفتاح نحو الجديد.".

كما شدد المطران مطر على "أننا في جامعة الحكمة سنخطو خطوة جديدة لتشجيع المعلمين والمعلمات على التأليف، هناك أراء كثيرة حول الوطن ولكن الذين يكتبون هذه الأراء هم قلة"، لافتاً الى أن "الكتابة تفيد الآخرين للإستفادة منها. نحن علينا في ​لبنان​ محاربة ومواجهة قلة القراءة وقلة الكتابة، علينا أن نعود إلى الكتابة والفكر، لأن لبنان، شاء من شاء وأبى من أبى، هو دماغ الشرق، خبرتنا التي نعيشها بالعيش المشترك والتحدّي الفكري لدى المسيحيين أو المسلمين".

واعتبر أن "لبنان هو مساحة التلاقي والتحدّي المستمر، في بلدان أُخرى يمكن أن يكون من غير المسموح للفكر أن يغوص في الأمور ​العالم العربي​ لم يمرّ بما يُسمى عصر الأنوار، ما زال ما قبل عصر الأنوار، نحن مررنا في عصر الأنوار واستفدنا منه، يمكن أن نكون تعثّرنا بعض الشيء ولكننا نشعر أن لدينا مسؤوليّة لنكون قادة في الفكر الإنساني، ليس فقط للبنان، بل للمنطقة بأسرها. وكم أتمنى أن نقطع حدود الوطن بفكرنا ، كما فعل ​جبران خليل جبران​ ، ابن الحكمة".